وفاة عازف الطبول الشهير "روي هاينز" عن عمر يناهز الـ 99 عاماً
فارق الحياة عازف الطبول الذي شكل أحد أعمدة موسيقى الجاز وأيقونتها البارزة "روي هاينز"، عن عمر يناهز الـ 99 عاماً.
ينما عبر نجله "كريج" عن حزنه وامتنانه عبر منشور مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشر صورة لوالده وكتب بتأثر قائلاً:
“شكراً لك على كل ما قدمته يا أبي، ارقد في سلام”.
كما أكدت الخبر ابنته "ليزلي هاينز" لصحيفة “ذا غارديان”، كاشفة أن والدها فارق الحياة بعد معاناة قصيرة مع المرض دون التطرق لتفاصيل أخرى، حيث كان هاينز آخر الناجين من جيل عمالقة السوينغ والبيبوب، الذي ساهم في تشكيل ملامح موسيقى الجاز ونقلها إلى العالمية.
بينما استطاع أن يحفر اسمه بمهارة وإبداع على مدى سبعة عقود متواصلة، وقد تميز بنمط عزف فريد كان يدمج بين الإيقاعات الجذابة واللمسات الإبداعية التي جعلته يتألق بين أسماء موسيقية كبيرة كتشالي باركر ومايلز ديفيس وسوني رولينز، بالإضافة إلى جون كولترينو لويس أرمسترونج.
كما ترك هاينز بصمة لا تمحى في تاريخ الجاز ليس فقط كعازف، بل كمبدع نجح في جذب جمهور واسع بفضل أسلوبه المتجدد الذي تميز به طوال مسيرته، حيث بدأ هاينز مسيرته في الأربعينيات، حيث استطاع لفت الأنظار بسرعة بعزفه المتقن وإحساسه العميق بالإيقاع.
بينما انضم إلى فرق موسيقية عديدة قادها عمالقة الموسيقي أمثال ليستر يونغ وستان جيتز وتشارلي باركر وسارة فوغان، وأثرت هذه البدايات كثيراً على تكوين هويته الفنية، وفي عام 1952، كان أحد المشاركين في تسجيل ألبوم “The Amazing Bud Powell”، والذي يعتبر من أحد أبرز أعمال عازف البيانو باد باول.
هذا الألبوم الذي سجل في أجواء منزلية، حيث جسد عبقرية هاينز وقدرته على استيعاب روح الموسيقى وتقديمها بإحساس فريد، ما جعله يحظى بإعجاب واسع من النقاد والجماهير، ومع مرور السنوات توسعت شهرته ودخل في شراكات فنية مع أسماء كبيرة في عالم الموسيقى مثل مايلز ديفيس وسوني رولينز وجورج شيرينج.
كما استطاع أن يجذب اهتمام الجميع بفضل لمساته الخاصة وإبداعه الذي أضاف نكهة مميزة لأعمالهم، أما في عام 1954 أطلق ألبومه الفردي الأول “Busman’s Holiday” والذي لاقى قبولاً كبيراً في الوسط الموسيقي، حيث أبرز هذا الألبوم التنوع في أسلوبه وتطوره الدائم كموسيقي محترف.
كانت سنة 1956 علامة فارقة في مسيرته، وتعاون مع كوينسي جونز أحد أهم المنتجين الموسيقيين في القرن العشرين، لإصدار ألبوم “Jazz Abroad” الذي عد لاحقاً من الأعمال الخالدة، ولم يكتفي بهذا التعاون، بل عاد مجدداً للعمل مع جونز عام 1961 في ألبوم راي تشارلز “Genius + Soul = Jazz” الذي نال إعجاب عشاق الموسيقى واستحوذ على مكانة خاصة في قلوب محبي الجاز حول العالم.
ما ميز مسيرة هاينز هو قدرته على التنوع وتبني أساليب مختلفة، حيث كان يعتبر أن الموسيقى رحلة مستمرة لا تتوقف عند نوع واحد أو أسلوب محدد، وقد استمر في تقديم عروض موسيقية متألقة وإصدار ألبومات ناجحة تعكس حبه العميق للجاز وإصراره على الابتكار والتجديد، وعلى مدار حياته، حصل هاينز على العديد من الجوائز المرموقة التي كرمت مسيرته وإسهاماته في الموسيقى، ومن أبرز هذه الجوائز جائزتي غرامي، إلى جانب جائزة “الإنجاز مدى الحياة” من مؤسسة الغرامي عام 2012، وهو إنجاز كبير يعبر عن القيمة الفنية التي أضافها للموسيقى.