أسعار الغاز في أوروبا ترتفع لأعلى مستوياتها نتيجة التوترات بين روسيا وأوكرانيا

استمرت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا في الارتفاع، حيث تداولت بالقرب من أعلى مستوياتها لهذا العام بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث قامت القوات الأوكرانية بإطلاق صواريخ كروز بريطانية نحو أهداف عسكرية داخل روسيا للمرة الأولى.

وارتفعت العقود الآجلة الأساسية بنسبة 3.4% بعد أن شهدت انخفاضًا في التداولات الصباحية يوم الأربعاء، وتم الموافقة على الضربة الأوكرانية بواسطة صواريخ "ستورم شادو" كاستجابة لنشر روسيا لقوات كورية شمالية ضد أوكرانيا ، وهو إجراء اعتبرته حكومة المملكة المتحدة تصعيداً للصراع، وفقاً لما ذكره شخص طلب عدم الإفصاح عن هويته.

وتتأثر أسعار الغاز في أوروبا بالأحداث الجيوسياسية وتتابع أسعار النفط، وعلى الرغم من استمرار تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى وسط أوروبا بشكل طبيعي، يتابع التجار أي تغييرات في الوضع الحالي، خاصة بعد أن أوقفت شركة "غازبروم" إمداداتها لأحد شركائها الرئيسيين، "أو إم في"، ومع اقتراب انتهاء اتفاقية العبور بين كييف وموسكو بنهاية هذا العام.

وفي سياق آخر، ارتفعت صادرات روسيا من الوقود المكرر إلى أعلى مستوى لها في تسعة أشهر خلال النصف الأول من نوفمبر الحالي، وذلك في ظل زيادة نشاط التكرير مع اقتراب انتهاء أعمال الصيانة الموسمية، حيث بلغ متوسط شحنات المنتجات النفطية 2.33 مليون برميل يومياً خلال الأيام الخمسة عشر الأولى من هذا الشهر، وفقاً لشركة التحليلات "فورتيكسا".

وهذا يمثل زيادة قدرها 409 آلاف برميل، أي بنسبة 21%، مقارنةً بمتوسط التدفقات في نفس الفترة من أكتوبر الماضي، ويعتبر المتوسط اليومي منذ بداية شهر نوفمبر الحالى هو الأعلى منذ فبراير الماضي، وتحظى تدفقات النفط الروسي بتركيز كبير للغاية من جانب السوق لتقييم إنتاج البلاد منذ أن توقفت موسكو عن إصدار البيانات الرسمية للإنتاج.

وشهد معدل تكرير النفط الخام ارتفاعًا في الأسبوع الثاني من نوفمبر ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس، وأسهمت زيادة شحنات الديزل والنافثا في انتعاش صادرات الوقود، كما زادت صادرات الديزل وزيت الغاز بنسبة 23% مقارنة بالشهر الماضي، لتصل إلى 875 ألف برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ يوليو، وقد توجهت الكميات الإضافية إلى تركيا وآسيا.

ومن جهة آخرى، ارتفعت شحنات النافثا بنسبة 50% مقارنةً بمتوسطها الشهري السابق، لتصل إلى حوالي 524 ألف برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2023، وعلى الرغم من أن آسيا لا تزال الوجهة الرئيسية، فقد زاد عدد الشحنات المتجهة إلى كلاً من البرازيل والإمارات هذا الشهر أيضاً، كما ارتفعت صادرات زيت الوقود لتصل إلى حوالى 711 ألف برميل يومياً.

وزادت صادرات مواد اللقيم لمصافي النفط، مثل زيت الغاز الفراغي، بنسبة 9% لتصل إلى 192 ألف برميل يومياً، بينما صادرات البنزين ومكونات المزج، فقد زادت إلى 7200 برميل يومياً، واقترح وزير الطاقة الروسي رفع الحظر المفروض على صادرات البنزين اعتباراً من ديسمبر القادم، في حين انخفضت شحنات وقود الطائرات إلى 17200 مليون برميل يومياً.