أسعار النفط تتأثر وانخفاض الطلب يضغط على السوق
تُظهر الأسواق العالمية في الوقت الحالي اتجاهات متباينة في أسعار النفط، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام النفط بشكل طفيف خلال تداولات يوم الجمعة الموافق 18 من شهر أكتوبر الحالي.
مما يشير إلى استقرار نسبي بعد فترة من التذبذب، ومع ذلك فإن أسعار النفط تتجه نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية لها منذ أكثر من شهر، مما يعكس القلق المتزايد بشأن انخفاض الطلب في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية.
حيث سجلت العقود الآجلة لخام “برنت” ارتفاعًا وصل إلي حوالي 16 سنتًا أي ما يعادل نسبة 0.2%، ليصل سعر البرميل إلى حوالي 74.61 دولار، كما حقق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تقدمًا أيضًا، حيث وصل سعره 70.84 دولار للبرميل.
محرزًا زيادة بنسبة 0.2% بمقدار 17 سنتًا، كما تأتي هذه الارتفاعات على الرغم من التوقعات السلبية التي تهيمن على الأسواق بسبب القلق من انخفاض الطلب، كما تشير التقارير إلى أن المخزونات النفطية في الولايات المتحدة شهدت انخفاضًا غير متوقع.
هو ما ساعد على دعم أسعار النفط في الوقت الراهن، فقد أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات خام النفط والبنزين والمقطرات قد تراجعت في الأسبوع الماضي، مما يعكس توازنًا بين العرض والطلب في السوق.
لكن على الرغم من هذه الأرقام المشجعة، لا تزال الأسعار تواجه ضغوطًا بسبب المخاوف المرتبطة بالطلب العالمي، علاوة على ذلك يتوقع بنك “سيتي” أن يتباطأ الطلب العالمي على النفط في السنوات القادمة، وتشير التوقعات إلى أن الطلب قد يصل إلى 900 ألف برميل يوميًا في عام 2025.
مقارنة بمليون برميل يوميًا هذا العام، ويعكس هذا التباطؤ تأثير الوضع الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى التوجه المتزايد نحو استخدام المركبات الكهربائية التي قد تؤثر سلبًا على استهلاك الوقود التقليدي.
بينما تشير الأوضاع الاقتصادية في الصين التي تعتبر واحدة من أكبر مستهلكي النفط في العالم، إلى عدم اليقين فيما يتعلق بالطلب على النفط، فقد أشار التقرير إلى أن خطط التحفيز الاقتصادي التي قد تُنفذ في الصين ليست مؤكدة التأثير.
قد تؤدي إلى زيادة محدودة فقطفي الطلب لذا، يبقى السوق في حالة ترقب وتأهب لمتابعة أي تغييرات قد تطرأ على الاقتصاد الصيني، حيث تظل العوامل الأساسية مثل الأوضاع في الشرق الأوسط والتي تلعب دورًا حاسمًا في حركة أسعار النفط.
على الرغم من الارتفاعات الطفيفة التي شهدتها الأسعار مؤخرًا، إلا أن القلق بشأن الطلب يظل يسيطر على الأسواق مما يجعلها تحت ضغط كبير، بينما يتجه المستثمرون نحو تقييم تأثير هذه العوامل على الأسعار، ويبقى التركيز على كيفية استجابة الأسواق للتغيرات المستقبلية.