الدولار يشهد زيادة عالمية بعد أن بلغ أدنى مستوياته خلال إسبوع
تظهر بعض المؤشرات الأساسية في السوق أن الزيادة التي شهدها الدولار الأميركي نتيجة عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قد تكون وصلت إلى ذروتها، في ظل تراجع التفاؤل الذي دعمته الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وشهد مؤشر بلومبرغ للدولار تراجعاً لليوم الثالث على التوالي أمس، بعد أن بلغ أعلى مستوى له منذ عامين الأسبوع الماضي، تشير مؤشرات الزخم إلى أن فرص تحقيق مكاسب إضافية قد تكون محدودة على المدى القصير، ووفقاً للمتداولين، أصبحت تدفقات أموال المستثمرين أقل ميلاً نحو اتجاه معين، وبدأت توقعات الدولار الأميركي تتسم بالحذر أكثر.
وأشار أنتوني فوستر، رئيس التداول الفوري لمجموعة العملات العشر الكبرى في شركة "نومورا إنترناشيونال" التي تتخذ من لندن مقراً لها، إلى أن "الاتجاه القوي للدولار بعد الانتخابات الأميركية يمر بمرحلة أكثر اضطراباً"، وشهدت عملة احتياطيات العالم زيادة منذ نهاية سبتمبر، مدعومة بخطط ترامب لرفع الرسوم الجمركية.
وتثير المخاوف من أن جدول أعماله قد يؤدي إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة ، مما يمنع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من خفض أسعار الفائدة، وقد ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 5.3% هذا العام، بينما، يُظهر "مؤشر الزخم" (الستوكاستيك البطيء) للدولار الأمريكي أن العملة الخضراء وصلت إلى مستوى الشراء المبالغ فيه.
فيما أشار مؤشر شهية المخاطرة في سوق العملات الأجنبية للأسواق الناشئة الذي يقدمه بنك "جيه بي مورغان تشيس" إلى بيع الدولار عند إغلاق 15 نوفمبر الجاري، مثلما أفاد نيراج أثافلي، رئيس قسم المبيعات والتسويق في البنك في سنغافورة ، كما تلعب آراء المستثمرين حول العوامل الأساسية للعملات الرئيسية الأخرى أيضاً دوراً في السوق.
حيث ارتفع اليورو بعد أن حصل على دعم عند مستوى 1.05 دولار أمريكي، بعد تراجع استمر لمدة ثلاثة أشهر، وهناك دعم فني إضافي للعملة الأوروبية الموحدة عند أدنى مستوى لها في عام 2023، والذي يبلغ 1.0448 دولار، ومن جهة آخرى، أفاد فوستر من "نومورا": "تتفاوت معنويات الثقة تجاه اليورو بشكل كبير في الوقت الحالي".
وتابع فوستر حديثه قائلاً: "يتحدث البعض عن احتمال وصول السعر إلى نقطة التعادل أو أقل من ذلك، بينما يعتقد البعض أن هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ قرار الشراء، شهدنا العديد من الحسابات تحقق أرباحًا من بيع اليورو مع توقعات بانخفاضه، ولكن ليس جميعها بالطبع"، كما يواجه الدولار أيضاً تحديات في تخطي مستوى 155 ين ياباني.
وذلك على الرغم من أن محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا لم يقدم يوم أمس الثلاثاء إشارة واضحة حول رفع أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي المقرر عقده في شهر ديسمبر المقبل، وفي هذا السياق أوضح فوستر: "كانت تدفقات الأموال في عملة الين الياباني تتم بشكل ثنائي الاتجاه (بيع وشراء) بطريقة كبيرة".
حتى صناديق الاستثمار التي تعتمد بشكل كبير على الديون في تمويل تداولاتها، والتي زادت في البداية من استثماراتها في ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العملات النقدية الأخرى، مثل عملة اليورو واليوان الصيني والين الياباني بعد الانتخابات الأميركية، يبدو أنها الآن تخفف من توقعاتها بشأن استمرار ارتفاع قيمة عملة الدولار الأميركي.