الرئيس الفيدرالي: البنك يخفض الفائدة بحذر وسط ضغوط التضخم المستمرة

أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي (جيروم باول) يوم الخميس بإن البنك المركزي من المحتمل أن يخفض سعر الفائدة الرئيسي بشكل تدريجي وبحذر في الشهور المقبلة، و ذلك يرجع بسبب علامات استمرار التضخم ورغبة المسؤولين بمراقبة الوضع قبل اتخاذ خطوات إضافية.

أضاف باول في تصريحاته أن التضخم يقترب من الهدف الذي حدده البنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، ولكننا لم نصل إليه حتي الان، وفي نفس الوقت أكد أن الاقتصاد الأميركي قوي، ما يسمح للبنك المركزي فرصة لأخذ الوقت اللازم ومتابعة مسار التضخم وتقييمه، حسب وكالة «أسوشييتد برس».

وأشار باول  ان الاقتصاد لا يقدم أي إشارات تدعونا لخفض الفائدة علي الفور،  وان القوة الحالية في الاقتصاد تعطي البنك المركزي المقدرة على اتخاذ قرارات مدروسة وبحذر شديد .

يتوقع الاقتصاديون أن يعلن الاحتياطي الفيدرالي عن انخفاض جديد بمقدار ربع نقطة في شهر ديسمبر، بعد الخفض الذي تم في الاسبوع الماضي بمقدار ربع نقطة، وكذلك الخفض بمقدار نصف نقطة في شهر سبتمبر.

وبالرغم من ذلك، فإن الخطوات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي تبدو أقل وضوح، ففي شهر سبتمبر أشار مسؤولين البنك أنهم يتوقعون خفض الفائدة لأربع مرات في عام 2025، لكن المتداولين داخل «وول ستريت» يتوقعوا خفضين فقط، حسب أداة «فيد ووتش». وبعد تصريحات باول يوم الخميس، خفض المتداولين تقديراتهم لاحتمالية خفض الفائدة في شهر ديسمبر إلى أقل من 59%، بعد أن كانت 83%.

ويؤثر سعر الفائدة الرئيسي الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي بشكل مباشر على سعر الاقتراض في الاقتصاد الامريكي، بما في ذلك قروض الرهن العقاري، والسيارات، وبطاقات الائتمان. وعلي الرغم من ذلك، هناك عوامل أخرى تساهم في زيادة أسعار الفائدة طويلة الأجل، مثل التوقعات التي تتعلق بالتضخم والنمو الاقتصادي.

فعلى سبيل المثال، أدى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية إلى العمل علي ارتفاع العوائد الى سندات الخزانة الأميركية، وهذا يعكس ارتفاع التوقعات لدى جميع المستثمرين بنمو أسرع في العام المقبل، وذلك بالإضافة إلى احتمال زيادة العجز بالموازنة، وارتفاع التضخم إذا أقدم ترامب على فرض الرسوم الجمركية واسعة النطاق، وتنفيذ عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين كما وعد في حملته.

وفي تصريحات يوم الخميس، أشار باول أن التضخم يبقى فوق هدف «الاحتياطي الفيدرالي» لفترة كافية من الوقت، ولكنه أكد أن التضخم سوف ينخفض في النهاية بالرغم أن المسار قد يكون متقلب أحياناً.

أوضح باول أهمية استقلال الاحتياطي الفيدرالي عن التدخلات السياسية في مقدرته على محاربة التضخم، ففي فترة الرئاسة الأولى، هدد الرئيس ترامب بمحاولة إقالة باول لعدم خفض أسعار الفائدة، وفي الحملة الانتخابية عام 2020، قال ترامب إنه يجب أن يكون له رأي في سياسات الفائدة التابعة للاحتياطي الفيدرالي.

أعرب مسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤخراً من عدم اليقين بشأن قدرة البنك على خفض أسعار الفائدة بصورة أكبر في ظل النمو المستمر للاقتصاد.

يتم قياس التضخم بالأسعار الأساسية التي تستبعد السلع المتقلبة مثل الغذاء والطاقة، فقد ظل التضخم عالق في النطاق المرتفع ويصل الي 2% لمدة خمسة أشهر.