الكويت تعتزم استثمار 33 مليار دولار لتعزيز طاقة إنتاج النفط
تعتزم مؤسسة البترول الكويتية استثمار نحو 10 مليارات دينار (33 مليار دولار) على مدار خمسة أعوام بهدف تعزيز الطاقة الإنتاجية للنفط، في توقع لزيادة الطلب في السنوات المقبلة.
وأفاد الرئيس التنفيذي الشيخ نواف الصباح في مقابلة: "نحن نهدف إلى إجراء استثمارات كبيرة"، مضيفًا أن هذا "ليس فقط للحفاظ على قدرتنا الإنتاجية، بل أيضًا لتطويرها في النهاية كما تدعو استراتيجيتنا"، وتتوافق التوقعات الإيجابية للطلب في الكويت مع عدد من المنتجين والتجار الآخرين مثل "توتال إنرجيز" و"فيتول غروب".
ورغم ذلك، أفادت وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم استشارات للدول الرئيسية المستهلكة، بأن استخدام النفط سيتوقف عن النمو بحلول عام 2030 بسبب الزيادة في التحول نحو السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، ويعتبر إنفاق مؤسسة البترول الكويتية جزءاً من برنامج استثماري بقيمة 20 مليار دينار، الذي انطلق في أبريل الماضي.
ويتضمن إنفاق مؤسسة البترول الكويتية جميع الأنشطة بدءاً من الاستكشاف وصولاً إلى البتروكيماويات، فيما يهدف قسم التنقيب والإنتاج في الشركة المملوكة للدولة إلى تحقيق طاقة إنتاجية تصل قيمتها إلى 3.2 مليون برميل يومياً خلال العام المقبل، مع توقع الوصول إلى أربعة ملايين برميل يومياً مع حلول عام 2035.
وتُعد الكويت بالفعل واحدة من أكبر 10 دول منتجة للنفط في العالم، حيث تنتج ما يقارب 2.5 مليون برميل يومياً، وهذا أكثر من إنتاج نيجيريا وليبيا، وهما دولتان أخريان في "أوبك"، ومع انخفاض إنتاج حقول النفط في العديد من الدول، تزداد الحاجة إلى الدول التي يمكنها توفير إنتاج مستقر، وفقاً لما ذكره الرئيس التنفيذي.
ومن جانبه، يتطلب برنامج مؤسسة البترول الكويتية للاستثمار زيادة في مستوى الديون. حيث تعتمد هذه المؤسسة في عملها على تسهيلات ائتمانية متجددة، وذلك من أجل تغطية العمليات اليومية، كما تبحث في خيارات تمويل إضافية، بما في ذلك إمكانية بيع حصص في خطوط الأنابيب الخاصة بها لدعم المشاريع المستقبلية.
وأفاد الشيخ نواف: "نبحث عن مصادر لتوفير الأموال بأسعار أقل، وإذا كان الموضوع مرتبط بصفقة بيع حصص في خطوط الأنابيب، والتي ستكون متاحة للمستثمرين المحليين والأجانب -على شاكلة ما قامت به (أرامكو) و(أدنوك) مؤخراً- فسنستمر في ذلك". مشيراً إلى أن أي اتفاق من هذا النوع من المحتمل أن يتم عبر "الإيجار وإعادة الاستئجار".
وتمتلك مؤسسة البترول الكويتية مصادر تمويل متنوعة، لكن خيار التوجه لأسواق الأسهم كما فعلت شركة "أرامكو" السعودية - غير مطروح للنقاش، وفقاً لما ذكره الرئيس التنفيذي، وأشار إلى أن إحدى الأفكار التي تسعى لتحقيقها هي السماح للشركات المحلية غير الحكومية "بتولي العديد من الأنشطة غير الأساسية التي نقوم بها حالياً".
وكانت الكويت قد خططت في البداية لضخ 4 ملايين برميل يومياً في عام 2020، لكن تم تأجيل هذا الهدف لأكثر من مرة، ووصلت سابقاً إلى طاقتها الإنتاجية التي تبلغ 3.2 مليون برميل يومياً، لكنها خفضتها بسبب انخفاض أسعار النفط، ومع ذلك فإنها الآن تعود إلى تلك الأهداف معتقدة أن عملية التحول في الطاقة ستكون تدريجية للغاية.