تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من إندلاع حرب شاملة
تراجعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل خلال تعاملات يوم الثلاثاء، حيث قام المتعاملون بجني الأرباح بعد الارتفاع القوي الذي شهدته الجلسة السابقة، والذي دفع السوق إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهر، وسط مخاوف من احتمال اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
وبحلول الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.31 دولار، أي بنسبة 1.6%، ليصل سعر البرميل إلى 79.62 دولار. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 1.29 دولار، أو بنسبة 1.7%، ليصبح سعر البرميل 75.85 دولار، وفقًا لبيانات وكالة رويترز.
وارتفعت العقود الآجلة للخامين بأكثر من 3% أمس الاثنين، لتقفز إلى أعلى مستوي لها منذ نهاية أغسطس الماضي، مما ساهم في تعزيز مسيرة الصعود الأسبوع الماضي، والتي شهدت ارتفاع العقود بأكثر من 8% في أكبر مكاسب أسبوعية منذ أكثر من عام، وقد تزايدت حدة القتال في منطقة الشرق الأوسط في الآونة الآخيرة.
وخاصة بعد أن قامت جماعة حزب الله اللبنانية بإطلاق صواريخ على مدينة حيفا، التي تُعتبر ثالث أكبر مدن إسرائيل ، يوم أمس الاثنين، بينما يبدو أن إسرائيل تستعد لتوسيع عملياتها البرية في جنوب لبنان ، يأتي ذلك بعد مرور عام على الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل، والذي أشعل الحرب المستمرة في غزة.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن استهداف البنية التحتية النفطية الإيرانية ليس محتملاً، وأشاروا إلى أن أسعار النفط قد تتعرض لضغوط هبوطية كبيرة إذا قامت إسرائيل بالتركيز على أهداف أخرى، وقد أشار محللون في بنك إيه.إن.زد يوم الجمعة الماضي إلى أنه حتى في حال استهداف هجوم منشآت النفط الإيرانية.
فأن بداخل (أوبك) طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى سبعة ملايين برميل يومياً، يمكن استخدامها لتعويض النقص في إنتاجها النفطي، وفي هذه الأثناء، ازدادت شدة الإعصار ميلتون ليصبح عاصفة من الفئة الخامسة أثناء توجهه نحو ولاية فلوريدا الأمريكية، بعد أن أجبر على إغلاق منصة نفط وغاز واحدة في خليج المكسيك يوم الاثنين.
ويتوقع أن تزيد مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة بـ 1.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي من أكتوبر، على أن يصدر معهد البترول الأمريكي تقريره عن المخزونات الأمريكية اليوم الثلاثاء في الساعة 20:30 بتوقيت جرينتش، ثم التقرير الرسمي من إدارة معلومات الطاقة غداً الأربعاء في الساعة 14:30 بتوقيت جرينتش.
وفي سياق آخر، أفاد الدكتور فيصل الفائق، مدير دراسات الطاقة السابق في منظمة أوبك، إن سعر 100 دولار لبرميل النفط سيبدو رخيصاً للغاية في حال تعرضت المنشآت النفطية في إيران للهجوم، وأضاف أن منشآت إيران تعاني من التدهور، وأن آخر تطوير لها كان في عهد الشاه الإيراني في منتصف السبعينات.
وقد أوضح مدير دراسات الطاقة السابق في منظمة أوبك، أن إيران تصدر ما يقارب من 1.7 مليون برميل من النفط بشكل يومي، وإذا تعرضت المنشآت للهجوم، فإن استعادتها ستستغرق وقتاً طويلاً، مشيراً إلى وأشار إلى أن ما يحدث حالياً في أسواق النفط يشبه ما وقع أثناء الحرب العراقية خلال عام 2003.