بريطانيا ترسل 5 ملايين جنيه إسترليني لدعم الاستجابة الإنسانية في لبنان
أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الخميس الموافق 26 من شهر سبتمبر الجاري، بقيادة وزيرة التنمية آنيليز دودز عن تخصيص حزمة مساعدات تقدر بخمسة ملايين جنيه إسترليني، أي ما يعادل 6.6 مليون دولار لصالح مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة المعروفة باليونيسف في لبنان.
حيث يأتي هذا الإعلان في وقت حساس كما شهدت المنطقة غارات جوية مكثفة وأعمال قتال بين إسرائيل وحزب الله في الأيام القليلة الماضية، مما أثر بشكل كبير على المدنيين واحتياجاتهم الإنسانية، وتعتبر لبنان واحدة من الدول التي تعاني من أزمات متعددة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، وقد أدت التوترات الأخيرة إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير.
كما أوضحت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية أن هذه المساعدات تهدف إلى دعم جهود الإغاثة في لبنان من خلال توفير الإمدادات الطبية اللازمة، بما في ذلك الأدوية والعلاجات الأساسية، حيث من الواضح أن النظام الصحي في لبنان يعاني من ضغوط هائلة بسبب الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى نقص حاد في المستلزمات الطبية.
وسيتم توفير مستلزمات النظافة الشخصية التي تعد ضرورية للحفاظ على صحة السكان، وخاصة الأطفال والنساء، بينما تشمل المساعدات الوقود اللازم لتشغيل محطات المياه، وهو عنصر أساسي للحفاظ على إمدادات المياه النظيفة للمواطنين، حيث يعاني العديد من اللبنانيين من انقطاع المياه بشكل متكرر.
حيث تعد المياه النظيفة حقاً أساسياً لكل إنسان، وبدونها يصبح من الصعب الحفاظ على الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض، كما سيتم دعم فرق الطوارئ التي تعمل في مجالات الصحة والتغذية لمساعدة السكان المتضررين بشكل مباشر، كما أكدت الوزارة أن قوات سلاح الجو الملكي البريطاني في حالة تأهب عالية، مع وجود قوات بريطانية في قاعدة أكروتيري الجوية الواقعة بالقرب من مدينة ليماسول القبرصية.
وهذا التواجد العسكري البريطاني يأتي ضمن استراتيجية دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، معوجود سفينتين من البحرية الملكية هما “آر إف إيه ماونتس باي” و”إتش إم إس دنكان” في شرق البحر المتوسط لمواجهة أي تطورات محتملة، علاوة على ذلك تم نشر حوالي 700 جندي بالإضافة إلى عدد من المسؤولين من وزارة الخارجية وقوة الحدود في قبرص .
وذلك في إطارالاستجابة للأحداث المتصاعدة والتي تسببت في قلق دولي واسع، وهذه القوات لا تهدف فقط إلى توفير الأمن، بل تهدف أيضاً إلى تعزيز الجهود الإنسانية وتقديم الدعم اللازم للمدنيين، كما أشار الخبراء إلى أن الوضع الإنساني في لبنان قد وصل إلى مستويات حرجة تتطلب استجابة فورية من المجتمع الدولي.
حيث يواجه العديد من المواطنين صعوبات في الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والغذاء، ويشير تقرير صادرعن الأمم المتحدة إلى أن حوالي 80% من سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر، مما يجعل الحصول على الاحتياجات الأساسية أمراً بالغ الصعوبة، وفي تصريحاتها.
بينما أعربت دودز عن قلقها العميق إزاء الوضع الحالي في لبنان، مشيرة إلى ضرورة تقديم الدعم الفوري للمواطنين المتأثرين بالأحداث الأخيرة، مؤكدة أن المملكة المتحدة ستبقى ملتزمة بتقديم المساعدة الإنسانية والعمليات الإنقاذية، كما أن هذا التوجه البريطاني يعكس التزام الحكومة بدعم الجهود الإنسانية في لبنان في وقت يتطلب الكثير من الدعم والتعاطف الدولي.
خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الناس هناك والحكومة البريطانية تأمل أن تساهم هذه المساعدات في تخفيف معاناة المتضررين وتحسين الظروف المعيشية لهم، كما تسعى إلى دعم برامج التنمية المستدامة التي تساهم في تعزيز قدرة لبنان على تجاوز الأزمات، حيث أن العمل الإنساني في لبنان يتطلب تضافر الجهود من جميع الدول والمنظمات الإنسانية.
كما أن الوضع يتطلب تحركاً عاجلاً وفعّالاً،خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه البلاد، والتعاون بين الدول والمنظمات المختلفة يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً في حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً، ولهذا فإن دعم المملكة المتحدة لليونيسف في لبنان يمثل خطوة إيجابية نحو تحسين الظروف الإنسانية.