شيخ الأزهر: قبول الدعاء مشروط بعدم الطلب لأغراض فاسدة أو مستحيلة
أوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن استجابة الدعاء مرتبط بعدد من الشروط التي يجب مراعاتها، فالدعاء لا يُقبل إذا كان لغرض فاسد أو مستحيل.
وأشار فضيلته إلى بعض النصوص القرآنية التي تؤكد اسمه تعالى "المجيب"، حيث يقول الله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"، وقوله أيضاً: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ". هذه الآيات تعكس قدرة الله على سماع دعاء عباده ورؤيته لهم، مع ضرورة فهمها بعمق وعدم تأويلها على ظاهرها.
وأضاف الإمام الطيب، خلال الحلقة الرابعة والعشرين من برنامج "الإمام الطيب"، أن هذا الفهم يتطلب تجنب الصراخ أثناء الدعاء، مبررا ذلك بضرورة الالتزام بآداب الدعاء، ومنها الخشوع التي تبرز في قوله تعالى: "ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً". كما بين فضيلته معنى اسم الله "المجيب" يشمل استجابة دعوة الداعي، وذلك كما ورد في قوله تعالى: "قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لا يعلمون".
ومن الشروط الأساسية التي يجب توافرها لتحقيق استجابة الدعاء، أكد شيخ الأزهر أهمية أن يكون المطعم حلالاً. كما يجب أن يكون الداعي حاضراً بقلبه وخاشعاً ومتيقناً بكرم الله تعالى، بالإضافة إلى عدم طلب أمور مستحيلة مثل أن يدعو الشخص لشيء غير منطقي، كمطالب مالية هدفها التفاخر. على النقيض، يمكن أن يكون الدعاء لطلب المال بهدف توفير الراحة لنفسه وللآخرين مشروعا.
وفي ختام كلمته، أشار فضيلته إلى أهمية آداب الدعاء، مثل خفض الصوت والاعتدال فيه، كما أكّد على ضرورة رفع اليدين أثناء الدعاء، فهم كانت من سنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ووجوب الثقة في استجابة الدعاء. وقد أكد أن مراعاة الشروط والآداب للدعاء تعد واجبة، وإلا لن يُستجاب الدعاء.