علاج ثوري لمرض السكري من النوع الأول يعيد الأمل لملايين المرضى
في خطوة طبية ثورية، استطاعت امرأة صينية تبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا التغلب على مرض السكري من النوع الأول بفضل علاج مبتكر يقوم بإعادة تشكيل خلايا مستخرجة من جسمها وهذا الإنجاز يبعث الأمل لملايين المرضى في جميع أنحاء العالم يتمثل هذا العلاج في تحويل خلايا المريضة إلى خلايا جذعية متخصصة تم استخدامها لاحقًا لزراعة مجموعات من "الجزيرات" وهي خلايا مسؤولة عن إنتاج الهرمونات في البنكرياس والكبد التي تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم
إنجاز سيغير حياة الملايين علاج امرأة مصابة بالسكري من النوع الأول
تعيش هذه المرأة في مدينة تيانغين وقد نجح جسمها في إنتاج الإنسولين بشكل طبيعي لأكثر من عام بعد الخضوع لهذا العلاج الرائد حيث استعيدت وظيفة الإنسولين من خلال زراعة هذه الخلايا المنتجة للهرمونات وهو ما يعد تقدمًا كبيرًا في علاج السكري من النوع الأول
يستند هذا العلاج إلى إنجاز سابق تم تحقيقه في شنغهاي حيث تم استخدام خلايا جذعية في الكبد ومع ذلك تتضمن الطريقة الجديدة زراعة "الجزيرات" بالقرب من البنكرياس في الجزء العلوي من بطن المريضة مما يسهل مراقبة هذه الخلايا باستخدام تقنيات تصوير غير جراحية مثل الرنين المغناطيسي
رغم الأمل الذي يقدمه هذا العلاج أبدى بعض المتخصصين الطبيين حذرهم حيث أشار دكتور جاي سكيلر اختصاصي الغدد الصماء بجامعة ميامي إلى أهمية مراقبة حالة المريضة لمدة خمس سنوات على الأقل للتأكد من استمرارية إنتاج الإنسولين بشكل ذاتي قبل اعتبارها شفيت تمامًا وهو ما يعتبر ضروريًا لتأكيد فعالية العلاج
هناك أيضًا تحديات تتعلق بتكلفة هذا العلاج حيث إن تقنية تصنيع زراعة خلايا مخصصة باستخدام خلايا المريض نفسه تعتبر معقدة من الناحية الاقتصادية مما قد يؤدي إلى أسعار مرتفعة عند تطبيقها بشكل واسع ورغم ذلك يأمل الباحثون أن يصبح هذا النوع من الزرع أكثر شيوعًا مما يسهم في خفض التكاليف مع مرور الوقت
أظهرت التجارب السريرية التي أجريت في الصين وعدًا كبيرًا حيث أشار الباحثون في جامعة نانكاي وجامعة بكين إلى أن المريضة كانت تتناول دواء مثبطًا للمناعة لعلاج مرض الكبد مما يترك تساؤلات حول مدى قدرة أجسام المرضى الآخرين على قبول عملية الزرع هذه وكانت العملية الجراحية التي تمت في يونيو من العام الماضي قد استغرقت أقل من نصف ساعة مما يبرز سرعة تنفيذ هذا العلاج المبتكر
يأمل الخبراء في أن تسهم هذه العمليات الجراحية في تغيير حياة العديد من المصابين بالسكري من النوع الأول حيث يتوقع أن تساعد زراعة خلايا جديدة مصنعة من خلايا المريض نفسه على تقليل احتمالية رفض الجسم لهذه الزرعات وبالتالي تقليل الحاجة إلى الأدوية المثبطة للمناعة التي يمكن أن تضعف جهاز المناعة لدى المرضى
يمثل هذا الإنجاز الطبي بداية جديدة في مسعى البحث عن علاجات فعالة لمرض السكري من النوع الأول فإذا تم إثبات فعالية هذا العلاج في المستقبل القريب فقد يسهم في إنقاذ حياة الملايين من المصابين بهذا المرض ويصبح العلاج الذي يعتمد على الخلايا الجذعية نقطة تحول في مجال الطب مما يعيد الأمل للعديد من المرضى الذين يسعون للحصول على حياة طبيعية وصحية
إذا نجحت هذه الأساليب في توسيع نطاق استخدامها فقد تعيد تشكيل كيفية التعامل مع الأمراض المزمنة في المستقبل مما يفتح الأبواب أمام أبحاث جديدة في مجال زراعة الأعضاء والعلاج بالخلايا الجذعية