صحيفة أخبارنا

إسرائيل امام خيارين...استثمار مكاسبها أو التورط في لبنان

بسنت نور الدين , أخبار
آخر تحديث: (بتوقيت الإمارات)
اسرائيل
نتنياهو
Loading...

كما هو الحال في كل حرب، تقف دولة إسرائيل أمام خيارين ، وهم إما أن تستثمر إنجازاتها العسكرية ، وهي حسب مفاهيمها غير قليلة وإما أن تسعى للخروج من الحرب للآفاق السياسية .

حتى الآن، مازالت القيادات العسكرية، السياسية، تعيش لذة النصر، بعد مرور سلسلة طويلة من العمليات التي نفذتها ضد «حزب الله» في الصميم وتضمنت اختراقات أمنية عميقة لأجهزة «حزب الله» السياسية والعسكرية، واغتيالات عدد من القادة الميدانيين والبارزين، وايضا بيع آلاف الأجهزة المفخخة الي حزب الله ، وتلقِّي الكثير من المعلومات الاستخباراتية عن اجتماعات القيادات، تدمير عدد من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والسفن الحربية، وانتهت باغتيال الأمين العام، حسن نصر الله.

ولا شك أن هذه النجاحات مفيدة في الحرب، لرفع المعنويات الهابطة للجنود والمواطنيين الاسرائليين ، واسترداد هيبة الجيش والمخابرات التي تم محوها في هجوم السابع من أكتوبر الماضي، واستعادة شيء بسيط من قوة الردع التي استضعفت مع طوفان الأقصى لمدة سنة في قطاع غزة.

لكن كل هذه الخطوات يمكن أن تُجْهَض بمنتهي السهولة، إذا لم يجري استثمارها بشكل ناجح، عسكرياً وسياسياً.

فمن الجانب العسكري، لن تكون هناك اي جدوى من هذه الإنجازات ، إذا غرق الجيش الاسرائيلي في الغرور والتعالي ، يجب أن يتعلم من الدروس العسكرية بالتاريخ، وهو مهما بلغت القوة عظمتها تبقى لها حدود، وأنك تستطيع هزم عدوك ما عدا الغطرسة، فهي تقضي على صاحبها مهما كان قوته .

ومع تلقِّي حزب الله ضربات قاسية فإن استمرار الحرب ضده، وما يصاحبها  من ضرب المدنيين اللبنانيين، يجر قَدَمَ   إسرائيل إلى تجربة ذاقت مرارتها فيما سبق ، من عملية الليطاني عام 1978، إلى الحرب اللبنانية الأولى سنة 1982، والثانية كانت سنة 2006.

يبدو أن الإسرائيليين يجب ان يسألوا الجنرالات الاكثر الخبرة، ليأكدوا لهم إن اغتيال الأمين العام  السابق لحزب الله عباس موسوي عام (1992) جاء بعده بحسن نصر الله، الذي شدد عزم الارتباط بإيران وقوي مشاريعها، وحوَّل هذا الحزب من تنظيم صغير مسلح إلى جيش قوي يوازي القوات العسكرية لدول كبيرة ، ويشكل تهديد أكبر.

ومع ذلك، فإن هذه الأمور لاتقف بأيدي الجيش، ففي دولة إسرائيل توجد حكومة هي تعتبر القائد السياسي الأعلى، والقائد الرسمي للجيش، ويوجد ايضا رئيس حكومة وهو صاحب سلطه على حزبه وعلي معسكره السياسي، والجيش يطالبه بوضع خطة استراتيجية للدولة، حتي يبني على أساسها الخطط  العسكرية، لانها مفقودة.

الإدارة الأميركية جاءت لتساعد نتنياهو، فقدمت له سلم ذهبي حتى يستطيع نزل عن الشجرة التي تسلق إليها، وعرضت عليه مشروع أميركي- فرنسي بمشاركة دول القمة السبع والمجموعة العربية، لخلق آفاق سلمية للمنطقة، وتشمل الجميع، بمن في ذلك الإسرائيليون والفلسطينيون.

لكن الولايات المتحدة التي تعتبر هي أكثر من يعرف القادة الإسرائيليين،  تؤكد انه في إسرائيل لا يوجد قائد، ليس لأن نتنياهو، ضعيف أو عاجز، ولكنه ببساطة يدير البلاد حسب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة.

وفي سبيل مصلحته ، لا يخشي نتنياهو في الدخول بصدام مع الرئيس الأميركي جو بايدن ، الذي يعتبر نفسه صهيوني، ودخل إلى الحرب شريك، وقدَّم كل الدعم الممكن، ونتنياهو الان يستخف به وينافق منافسه ، وحتى الوقت الحالي يتهرب من فتح الآفاق السياسية ، لذلك يتم النظر إلى نتنياهو على أنه عارض تسويق وليس قائد حقيقي .

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
التعليقات