إندلاع معارك شرسة في وسط السودان.. وقوات الدعم السريع تؤكد انتصارها
شهدت مدينة تمبول في شرق ولاية الجزيرة (وسط السودان) مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط العشرات بين قتلى وجرحى، من بينهم قائد الوحدة في الجيش السوداني الذي شن الهجوم على المدينة، التي تسيطر عليها "قوات الدعم السريع"، منذ ليلة الاثنين إلى صباح الثلاثاء.
وتباينت المعلومات حول نتائج المعارك التي وُصفت بأنها "الأكثر عنفاً وشراسة"، في حين أفادت مصادر من "قوات الدعم السريع" بأنها "تمكنت في وقت مبكر من صباح الثلاثاء من صد هجوم واسع النطاق شنته قوات الجيش بدعم من عدد كبير من المستنفرين على تمبول، مستخدمة حوالي 200 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري".
وأضافت: "ألحقنا بقوات العدو من ميليشيات البرهان والمقاومة الشعبية خسائر كبيرة في الأرواح، وتمكنا من السيطرة على أكثر من 60 عربة قتالية، وإحراق أخرى، بينما فرّت بقية القوات"، وأشارت إلى أن "أشاوس (الدعم السريع) أنهوا مغامرات ميليشيا البرهان وكتائب الحركة الإسلامية التي هاجمت قواتنا في منطقة تمبول بقوة كبيرة.
حيث كانت تتكون من مركبات تتبع اللواء أبوعاقلة كيكل"، الذي انشق عن "الدعم السريع"، وتابعت: "لقد ألحقنا هزيمة شديدة بقوات العدو، وتكبدت خسائر فادحة تجاوزت 370 قتيلاً، بينهم قائد المتحرك برتبة عميد وعدد من الضباط الآخرين، بينما هرب كيكل، تاركاً القوة التي كانت معه تواجه مصيرها المحتوم بين قتلى وأسرى".
وجددت قوات الدعم السريع تعهدها بعدم التعرض للمواطنين، لكنها أكدت أنها "لن تتوانى في اتخاذ إجراءات حاسمة ضد كتائب الفلول والمستنفِرين ودعاة الحرب"، نشر عناصر من "الدعم السريع" مقاطع فيديو من داخل المدينة تظهر عشرات الجثث، وقد أفادوا بأنها تعود لجنود من الجيش، بما في ذلك أشخاص يرتدون ملابس مدنية.
وحدث هذا التصعيد بعد يوم من تسليم قائد قوات الدعم في الجزيرة، اللواء أبوعاقلة كيكل، نفسه للجيش السوداني، حيث وُصف بأنه "خائن"، وسارعت القوات للسيطرة على المدينة بعد انسحاب الجيش، وينتمي كيكل، الذي انضم للدعم السريع بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، لأحد المكونات الاجتماعية بمنطقة البطانة شرق الجزيرة.
ومن جهه آخري، شنت "قوات الدعم السريع" حملات اعتُبرت "انتقامية" على تمبول والمناطق المحيطة بها، مما أسفر عن مصرع وإصابة العشرات من المدنيين، فيما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر أعداداً كبيرة من المدنيين المسلحين، بعد أن أعلن زعيم محلي بارز حالة الطوارئ القصوى لحماية المدينة.
وفي سياق متصل، دعا ناظر عموم قبيلة الشكرية، وهو عميد سابق في الجيش السوداني بولايتَي كسلا والقضارف شرق السودان ، أبناء القبيلة "التحرك على الفور لدعم أهلهم في شرق الجزيرة لمواجهة العدوان الغاشم، والوقوف إلى جانب القوات المسلحة"، وذكرت مصادر محلية في مدينة تمبول أن الأوضاع هناك "سيئة للغاية".
مشيرة إلى أن قوات الدعم اقتحمت المدينة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين العزل ونهب السوق الرئيسية، وأجبرت المعارك التي حدثت في تمبول المئات من الأسر على النزوح إلى المناطق المجاورة، ووردت أنباء غير مؤكدة تفيد بأن الجيش استعاد السيطرة على المدينة من قبضة "الدعم السريع" صباح الثلاثاء.
إلا أن قوات الدعم السريع نشرت تسجيلات مصورة خلال فترة النهار تؤكد تصديها إلى لهجوم واستمرار سيطرتها الكاملة على المدينة، ومن جانبه، أظهرت أحدى مقاطع الفيديوهات مصرع قائد القوات المتحركة في الجيش السوداني، العميد أحمد شاع الدين، الذي يُقال إنه كان وراء اتفاق انضمام اللواء كيكل إلى الجيش السوداني.