الجيش السوداني يسيطر على مداخل 3 جسور تربط الخرطوم بأم درمان وبحري
تمكن الجيش السوداني من السيطرة علي مداخل ثلاثة جسور رئيسية تربط العاصمة الخرطوم بمدينتي أم درمان والخرطوم بحري، في خطوة تشير إلى تصعيد واضح في الصراع العسكري الذي يعصف بالبلاد منذ أكثر من عام، وهذه التطورات تأتي في سياق محاولات الجيش استعادة السيطرة على مواقع استراتيجية بعد اشتباكات مكثفة مع ميليشيا الدعم السريع.
وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام السودانية، فإن الجيش السوداني قد بدأ تحركات عسكرية واسعة النطاق يوم الخميس، حيث استهدفت بشكل مباشر مواقع تعتبر ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لميليشيا الدعم السريع، وهذه العمليات العسكرية جاءت في وقت يعاني فيه السودان من أزمات سياسية وإنسانية واقتصادية خانقة، تزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في البلاد.
بينما أشارت صحيفة “سما السودان” إلى أن الجيش السوداني تحرك عبر الجسور الثلاثة في عدة اتجاهات مستهدفًا أهدافًا استراتيجية تقع تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع، وقد وصفت العملية بأنها غير مسبوقة من حيث حجمها وطبيعتها، حيث بدأت في الساعة الثانية فجرًا بالتوقيت المحلي، والهدف الرئيسي لهذه التحركات العسكرية هو تغيير موازين القوة على الأرض داخل العاصمة.
بينما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في عدة محاور رئيسية، منها الخرطوم وبحري وأم درمان، ورغم التكتم على تفاصيل كثيرة بشأن سير المعارك، إلا أن المصادر العسكرية السودانية أكدت أن الجيش يسعى إلى تحقيق انفتاح بري يمكنه من السيطرة على مقرات وطرق استراتيجية، وهو ما يعد هدفًا حاسمًا لتفتيت قدرات ميليشيا الدعم السريع وإنهاء تأثيرها في العاصمة.
كما أن الجيش السوداني يعتمد في تحركاته الجديدة على تكتيكات تهدف إلى ضرب نقاط الضعف لدى ميليشيا الدعم السريع، التي تسيطر على عدة مناطق حيوية في الخرطوم والمدن المجاورة، وهذه التكتيكات تشمل السيطرة على المعابر والجسور الرئيسية التي تعتبر شرايين حركة مهمة بين العاصمة ومدنها الثلاث، وذلك لتقييد قدرة الميليشيات على التحرك والإمداد.
ومنذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع قبل أكثر من عام، يواجه السودان واحدة من أخطر الأزمات السياسية والإنسانية في تاريخه الحديث، بينما بدأت الأزمة السياسية مع الخلافات المستمرة بين الأطراف العسكرية والمدنية في البلاد، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية وتحول التوترات السياسية إلى نزاع مسلح واسع النطاق، والأزمة الإنسانية بدورها تتفاقم يومًا بعد يوم.
والفوضى المستمرة في العاصمة والمدن الكبرى أدت إلى نزوح آلاف المدنيين، بينما يعاني الكثيرون من نقص الخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والكهرباء، والأوضاع الاقتصادية أيضًا تشهد انهيارًا متواصلًا بسبب تأثير الصراع المسلح على الإنتاج والتجارة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتدهور مستوى المعيشة في جميع أنحاء البلاد.
كما تشير التحليلات إلى أن الجيش السوداني يسعى من خلال هذه العمليات إلى إحكام سيطرته الكاملة على العاصمة والمناطق المحيطة بها، بهدف استعادة زمام الأمور سياسيًا وعسكريًا، والسيطرة على الجسور والمداخل الرئيسية للعاصمة قد تمنح الجيش ميزة استراتيجية في المعركة المستمرة ضد ميليشيا الدعم السريع، التي تعتمد بشكل كبير على التنقل بين المدن الثلاث لتنفيذ هجماتها وتعزيز قواتها.
ورغم أن الجيش السوداني قد حقق تقدمًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، إلا أن الصراع لا يبدو أنه سينتهي قريبًا، وميليشيا الدعم السريع لا تزال تتمتع بقدرات عسكرية قوية وقاعدة دعم شعبية في بعض المناطق، وهو ما يعني أن النزاع قد يستمر لفترة أطول، مما سيزيد من تعقيد الأوضاع على الصعيدين السياسي والإنساني.
ووسط هذا التصعيد العسكري المتواصل تستمر الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة السودانية، والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي يعملان على دفع الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات، لكن هذه المحاولات لم تحقق حتى الآن نتائج ملموسة، والعوائق الرئيسية أمام هذه الجهود تتمثل في عدم الثقة بين الأطراف المتنازعة، فضلًا عن التداخلات الإقليمية والدولية التي تزيد من تعقيد الأزمة.
أما عن الدول المجاورة للسودان فعي أيضًا تتابع بقلق تطورات الصراع، خاصة أن استمراره قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين إلى هذه الدول، فضلًا عن تداعياته الأمنية على المنطقة بأسرها وبعض الدول، مثل مصر وإثيوبيا أعربت عن استعدادها للمساهمة في جهود الوساطة، لكنيبقى الحل النهائي بعيد المنال ما لم تتفق الأطراف السودانية على وقف إطلاق النار والشروع في عملية سياسية شاملة.