الحوثيون يعلنون استهداف إسرائيل ويزعمون إسقاط مسيرة أميركية
بعد 10 أيام من الهدوء من الهجمات الحوثية، تبنّت الجماعة قصف قاعدة إسرائيلية داخل منطقة النقب، يوم الجمعة، وزعمت إسقاط مسيرة أميركية من طراز «إم كيو 9»، بعد إقرارها تلقي غارتين غربيتين استهدفا موقع في جنوب محافظة الحديدة الساحلية.
جاءت هذه التطورات بعد مرور يومين من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث تتصاعد المخاوف الحوثية من أن تكون فترة إدارته أكثر صرامة بخصوص التصدي لتهديداتها للملاحة الدولية وتصعيدها الإقليمي.
تهاجم الجماعة الحوثية منذ أكثر من عام السفن التي ترتبط بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، كما تطلق الصواريخ والطائرات المسيّرة في اتجاه دولة إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في قطاع غزة، ومساندة «حزب الله» اللبناني.
واكد المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية "يحيى سريع" في بيان، إن قوات جماعته قامت بتنفيذ عملية عسكرية استهدفت قاعدة «نيفاتيم» الجوية الإسرائيلية داخل منطقة النقب بصاروخ باليستي من نوع « فلسطين 2»، وادّعى المتحدث أن الصاروخ أصاب هدفه، ولكن الجيش الإسرائيلي اعلن اعتراضه بدون الحديث عن أي أضرار.
وتوعّد المتحدث العسكري الحوثي أن جماعته سوف تواصل الإسناد لدولة فلسطين ولبنان، عن طريق مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ والمسيرات في اتجاه إسرائيل، زاعماً بأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بتوقف الحرب داخل قطاع غزة ولبنان.
وكان آخر الهجمات التي تبنّتها الجماعة الحوثية ضد إسرائيل في 28 من أكتوبر الماضي، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، في ذلك الوقت أن طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن وعبرت أجواء مدينة عسقلان قبل أن تسقط داخل منطقة مفتوحة.
وفي الشهور الماضية تبنّت الجماعة إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة في اتجاه إسرائيل، ولكنها لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة واحدة قتلت شخص بعد انفجارها داخل شقة في تل أبيب يوم 19 يوليو الماضي.
واستدعت كل هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة بذلك مستودعات للوقود داخل ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، وإصابة حوالي 80 آخرين.
وتكررت الضربات الإسرائيلية مرة اخري في 29 سبتمبر الماضي ضد عدد من مستودعات الوقود في الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت ايضا محطتي توليد كهرباء في الحديدة، ومطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة 30 شخص، وفق تقارير وتصريحات الحوثيون.
زعم المتحدث العسكري الحوثي، في بيانه الذي ألقاه في صنعاء، أن دفاعات الجماعة الجوية أسقطت، فجر يوم الجمعة، طائرة أميركية من نوع (إم كيو 9) خلال تنفيذها مهام عدائية في أجواء محافظة الجوف .
وحسب المزاعم تُعدّ هذه الطائرة المسيرة رقم 12 التي تمكّنت من إسقاطها منذ بدء تصعيدها البحري ضد السفن في نوفمبر 2023.
وصرحت وكالة «أسوشييتد برس» عما وصفه الشهود، يوم الجمعة، عن سقوط مسيّرة تجسس أميركية في أحدث إسقاط محتمل، وأوردت أن الجيش الأميركي يعلم بشأن مقاطع الفيديو المتداولة علي مواقع الإنترنت التي تُظهر طائرة مشتعلة تسقط من السماء والحطام المحترق في منطقة، في محافظة الجوف اليمنية.
وحسب تصريحات الوكالة، قال الجيش الأميركي إنه يحقّق في الحادث، رافض الإدلاء بمزيد من التفاصيل، وذكرت أنه لم يتضح طراز الطائرة التي أُسقطت في الفيديو الليلي منخفض الجودة .
في سياق الهجمات الغربية التي تقودها واشنطن ضد الجماعة الحوثية بسبب مهاجمة السفن، اعترفت الجماعة بتلقي غارتين، يوم الجمعة، على موقع في جنوب محافظة الحديدة.
وحسب ما اكدته قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، ان الغارتان اللتان وصفتهم بـ«الأميركية - البريطانية» استهدفا مديرية التحيتا الواقعة بجنوب محافظة الحديدة وتتخذ منها الجماعة منطلق رئيسي لشن الهجمات البحرية ضد السفن.
تأكد الحكومة اليمنية، إن الهجمات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل هو دعم القوات الشرعية من اجل استعادة الحديدة وموانيها وإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.
ويتهم المراقبون اليمنيون ان الجماعة الحوثية وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاق السلام مع الحكومة اليمنية، حيث كان الطرفان وافقا في أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها المملكة السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في الهجمات ضد السفن وتعلن انحيازها للمحور الإيراني.
وتترقّب الجماعة الحوثية، ومعها حلفاء المحور الإيراني، بحذر ما سوف تؤول إليه الأمور مع عودة ترامب إلى الرئاسة الأميركية، ويتوقع المراقبون اليمنيون أن تكون إدارة ترامب أكثر صرامة في التعامل مع ملف دولة إيران والجماعات الموالية لها ومنها الجماعة الحوثية.
وحاول زعيم الجماعة في خطبته الأسبوعية، يوم الخميس، التهوين من أهمية فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، وحاول أن يطمئن أتباعه أن الجماعة قادرة على المواجهة، ولن تتراجع عن هجماتها مهما كانت المخاطر المرتقبة في عهد ترامب.