الرئيس الفرنسي يتهم إيران بزعزعة استقرار الشرق الأوسط
العلاقة بين فرنسا وإيران تتسم بتقلب مستمر، إذ تشهد فترات من التعاون والتفاهم إلى جانب فترات من التصعيد، بينما تسعي فرنسا بقيادة الرئيس "إيمانويل ماكرون"، للحفاظ على قنوات الاتصال مع طهران رغم الصعوبات.
حيث أن "ماكرون" هو الرئيس الغربي الوحيد الذي يواصل لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين، وكان آخرها مع نظيره الإيراني "مسعود بزشكيان" في نيويورك، بالإضافة إلى اتصالات متكررة عبر الهاتف كما جرى في الآونة الأخيرة، وخلال الاتصال الأخير بين الرئيسين الذي جرى الأحد الماضي.
ركز "ماكرون" على ضرورة أن تتحمل إيران مسؤوليتها في دعم جهود التهدئة في الشرق الأوسط، وتحديداً في غزة ولبنان، والبيان الصادر عن قصر الإليزيه أشار إلى أن "ماكرون" حث إيران على استغلال نفوذها لتحقيق الاستقرار مع الأطراف.
التي تدعمها والتي تلعب دوراً في زعزعة المنطقة، ويبدو أن ماكرون يسعى إلى تحقيق تهدئة من خلال الحوار مع إيران، علي الرغم من الانتقادات المتكررة التي يوجهها لها على خلفية دورها في الأزمات الإقليمية.
علي الرغم من سعي "ماكرون" للحوار، فإنه لم يتردد في توجيه انتقادات حادة لإيران، سواء عبر تصريحاته الشخصية أو من خلال مسؤولين فرنسيين مقربين مثل وزير الدفاع سيباستيان لو كورنو، وخلال مؤتمر صحافي عقده ماكرون في بروكسل بعد القمة الأوروبية و الخليجية-الأوروبية.
حيث حمل الرئيس الفرنسي إيران مسؤولية زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، خصوصاً من خلال دعمها لحزب الله في لبنان ، كما أشار "ماكرون" إلى أن إيران تلعب دوراً كبيراً في جر لبنان نحو الحرب، رغم أن مصلحة البلاد تكمن في البقاء بعيداً عن النزاعات.
بينما أضاف أن "حزب الله" عرض اللبنانيين لخطر الحرب ليحمي نفسه وهو ما اعتبره خياراً وقحاً، بينما أوضح أن إيران سعت لبدء عمليات عسكرية من خلال الحزب، وأكد أن على حزب الله استخلاص الدروس من هذه التطورات.
خاصة في ظل تراجع قدراته العسكرية وغياب زعيمه "حسن نصر الله"، بينما لم تقتصر انتقادات ماكرون على لبنان، بل شملت دور إيران في كل أزمات المنطقة، وكشف ماكرون خلال المؤتمر الصحافي عن مشاركة فرنسا .
في التصدي لصواريخ إيرانية أطلقت باتجاه إسرائيل في أبريل الماضي، رداً على هجوم إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وهذه الحادثة تعكس حجم الوضع بين إيران وإسرائيل، ودور فرنسا في دعم إسرائيل ضد التهديدات الإيرانية.
كما أكد ماكرون أن القوات الفرنسية في الشرق الأوسط ساهمت أيضاً في التصدي لصواريخ إيرانية أخرى أُطلقت نحو إسرائيل في أكتوبر، في إطار رد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس " إسماعيل هنية ".
خلال مشاركته في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، بينما أوضح أن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل في جميع المواجهات التي تواجهها مع إيران ووكلائها في المنطقة، وفرنسا قدمت دعماً لـ إسرائيل في العمليات التي تستهدف حماس، حيث أكد أيضاً أن بلاده لن تتردد في تقديم المعلومات الاستخباراتية اللازمة والتنسيق مع الأطراف الدولية لحماية إسرائيل.