مصر والسعودية: شراكة كهربائية لتحسين إمدادات التيار وتقليل الانقطاعات
صرح "محمد فاروق" نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الجمال ، وهي الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، إن الربط بين الدولتين سيحسّن إمدادات الكهرباء داخل المنطقة، وسيقلل من الانقطاعات التي يعاني منها الكثير من الدول العربية.
شهدت حوالي سبع دول عربية انقطاعات كثيرة للكهرباء بشكل دائم في موسم الصيف الماضي، ورجع ذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، حتى إنها طالت دولة الكويت المصنفة دوليًا على أنها «دولة نفطية».
وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية في تصريحاته، أن الربط المقرر في شهر (أبريل ومايو) من العام المقبل، سيزيد من اعتمادية محطات الوقود والطاقة في مصر و المملكة السعودية ، متوقع أن يكون هذا الربط بداية للربط الكهربائي علي مستوي العالم العربي إذ يقول : «السعودية لديها ربط مع اغلب دول الخليج، والربط مع المملكة السعودية يعني ربط مع دول الخليج، ومصر لديها ربط مع قبرص واليونان مستقبلاً، وهذا يعني أنه سوف يكون هناك ربط بين السعودية وأوروبا بالتبعية».
وقعت مصر والسعودية اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، والجانب المصري يخص منها 600 مليون دولار، ويقوم بالمساهمة في هذا التمويل بجانب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، كلا من البنك الإسلامي للتنمية ، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، بالإضافة إلى الموارد الذاتية للشركة المصرية لنقل الكهرباء.
أكد فاروق في حوار له بمناسبة قرب انتهاء أعمال توصيل الكابلات البحرية بين البلدين، أن التوجه المالي بالنسبة لدولة مصر ليس للربح من هذا المشروع، ولكنه سوف يوفر تكاليف مالية كبيرة لمصر وللمملكة السعودية، ويخفض ايضا الانبعاثات الكربونية التي تنتج من إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء، وأشار إلى أن 90% من أعمال سحب كابلات الباور تحت البحر في الجانب المصري قد تم الانتهاء منها فعليا، ومتوقع الانتهاء من نسبة 10% المتبقية خلال أقل من شهر من الآن.
ويعتبر هذا المشروع هو الأول من نوعه لتبادل تيارات الجهد العالي داخل منطقة الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا، من مدينة بدر في جمهورية مصر العربية إلى المدينة المنورة، مرور بمدينة تبوك في المملكة السعودية.
تحديات المشروع
اختلاف مسار التيار الكهربائي المستخدم في مصر والسعودية، يمثل تحدي قبل عملية الربط، حيث تستخدم القاهرة 50 هيرتز والرياض 60 هيرتز، وباستخدام هذه الأجهزة المتطورة تم توحيد المسار بين كلا الدولتين عند الربط.
بالإضافة الي ذلك، اكد فاروق مدي صعوبة العمل في التضاريس الجبلية، وأبراج الضغط العالي، بجانب التحديات البيئية، وتتمثل في مراعاة الشعب المرجانية في البحر، والحفر في قاع البحر حوالي 13 متر، والحفر في البر من 9 إلى 12 متر، بدرجة أمان 100%، وهذه تحديات أخرى تم التغلب عليها، وأكد أن جميع مراحل المشروع محمية، وصعب الوصول إليها.
المشروع يتكون من إنشاء ثلاثة محطات تحويل جهد عالٍ، محطتان منهم في شرق المدينة المنورة وتبوك في المملكة السعودية، ومحطة «بدر» في شرق العاصمة المصرية القاهرة، وتربط بين كل المحطات خطوط نقل هوائية طولها يصل إلى حوالي 1350 كيلومتر، وكابلات بحرية داخل خليج العقبة طولها 22 كيلومتر.
مجمع صناعي
صرح نائب رئيس مجلس إدارة «مجموعة الجمال»، بإن الشركة قامت بتخصيص حوالي 200 مليون دولار لإنشاء مجمع صناعي خاص للبولي إيثلين في المملكة السعودية، قبل نهاية العام المقبل 2025.
وأوضح فاروق بأن الشركة تستهدف حصة في اسواق البولي إيثلين بالمملكة السعودية، تصل إلى حوالي 25 %، خلال الفترة من (3- 4) سنوات، موضح التالي : «حصلنا على التراخيص اللازمة لإطلاق المصنع، والآن نحن في مرحلة اختيار المكان المناسب».
المجموعة تعمل في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والطاقة، وذلك إلى جانب تصنيع النسبة الكبرى من المواد التي تستخدم في هذه المشروعات، مثل المواسير المستخدمة في مشروعات النفط والغاز. ومن أم واشهر أعمالها «المونوريل»، والذي قامت بربط جميع المحطات على مستوى شركة توزيع الكهرباء في القاهرة الكبرى.
قال فاروق إن المملكة السعودية سوق كبيرة ونتمنى الوجود فيها بشكل كبير، سواء على مستوى قطاع المقاولات العامة، او علي مستوي قطاع التصنيع».
وأوضح: "وجدنا عدة إجراءات سهلة وميسرة وتكنولوجيا متقدمة في الإجراءات الخاصة بتأسيس الشركة الجديدة، والحصول على التراخيص للمجمع الصناعي، ونتيجة لهذه الإجراءات أنشأنا علي الفور شركة داخل المملكة منذ شهور قليلة، والآن ندرس مجموعة من المشروعات بقيمة 180 مليون ريال في قطاع المقاولات".