الصحة العالمية: إسرائيل ترفض أربع بعثات إغاثة لمستشفى "كمال عدوان" في غزة
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن إسرائيل رفضت بشكل متشدد في الأيام العشرة الماضية دخول اربعة بعثات من المنظمة لفرق طبية وإمدادات الي «مستشفى كمال عدوان» داخل شمال قطاع غزة. وحذّر من أن هذا يعيق المجهودات المبذولة للمحافظة على استمرار عمل المستشفى.
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأنه قبل يومين وصل فريق من المنظمة إلى المستشفى، ولكن تم رفض دخول الفرق الطبية والامدادات اللازمة للمستشفى للمرة الخامسة، وأضاف أن المستشفى تحتاج بشكل عاجل للمزيد من الكوادر الطبية المتخصصة.
وذكر أن الفريق قد تمكن أخيراً توصيل الوقود والإمدادات الأخرى، ونقل 23 مريض و22 من مقدمين الرعاية إلى داخل مستشفى الشفاء، وتم احتجاز مريض واحد وأحد مقدمين الرعاية الصحية.
ودعت إسرائيل للمساعدة في ضمان توصيل الإمدادات والوقود بدون عوائق لدعم عمليات «مستشفى كمال عدوان»، والذي قال إنه واحد من مستشفيين اثنين فقط لا يزالان يعملان يشكل جزئي داخل شمال غزة.
مع استمرار زيادة أزمة الجوع داخل قطاع غزة، سلطت التحقيقات الصحافية الضوء على ظاهرة جديدة للعصابات المسلحة التي تستولي على اغلب المساعدات الإنسانية، في المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، وزادت الأدلة على استغلال العصابات للمساعدات بسبب ضعف التدابير الأمنية وانعدام الرقابة، وسط اتهامات بإهمال من الجانب الإسرائيلي.
وحسب التقارير الصادرة عن صحيفة «واشنطن بوست»، واستناداً للوثائق الداخلية للأمم المتحدة وشهادات يعض المسؤولين في المجال الإنساني وشركات النقل، فقد أصبحت العصابات الإجرامية هي أكبر عائق أمام توزيع المساعدات الإنسانية داخل جنوب غزة، واشارت التقارير أن هذه العصابات تعمل بحرية بالمناطق التي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، مما أثار اتهامات غير مباشرة بتقديم حماية ضمنية أو صريحة لها من الجانب الاسرائيلي.
في حادث أخير، تعرضت قافلة تتكون من 109 شاحنة محملة بمساعدات غذائية للنهب الكامل، حيث استولى مجموعة من المسلحين على 98 شاحنة بعد ان تم إطلاق النار على السائقين، وحسب المصادر تسبب الهجوم المسلح في إصابات وأضرار جسيمة، وأعربت وكالة الأونروا عن مدي قلقها العميق تجاه هذه الجرائم.
اشارة مذكرة أممية أن أحد زعماء العصابات داخل القطاع قد أسس مجمع عسكري في منطقة خاضعة لدوريات الجيش الإسرائيلي، مما أثار الكثير من التساؤلات حول الدور الإسرائيلي في حماية هذه المساعدات، على الرغم من نفى الجيش الإسرائيلي لهذه الادعاءات، واكد أنه يعمل على تسهيل مرور جميع المساعدات وتنفيذ التدابير اللازمة والمضادة لردع اي عصابات.
في البداية كانت ظاهرة النهب بشكل عشوائي مع انتشار الجوع داخل القطاع، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى أعمال إجرامية بشكل منظم تتسم بالعنف، وأشارت التقارير إلى أن هذه العصابات تتم ادارتها من خلال عائلات بدوية وبعض الجماعات الإجرامية، وتستخدم العصابات شبكات للتهريب معقدة من اجل استهداف الشاحنات بحثاً فيها عن المواد المهربة، وأهمها السجائر، والتي أصبحت عملة غير رسمية داخل القطاع.
وتحت الضغوط الإنسانية الهائلة، اصبحت المساعدات المقدمة تسجل أدنى مستوياتها منذ بدء اندلاع الحرب الأخيرة، حيث تفرض دولة إسرائيل قيود مشددة على دخول المواد الغذائية والإمدادات الرئيسية، متذرعة بمخاوف من سيطرة حركة حماس على هذه الموارد.
ومع استمرار عمليات النهب والسرقة، تواجه المنظمات الإنسانية صعوبة كبيرة في إيصال الغذاء ومستلزمات الشتاء ل حوالي مليون نازح وجائع في القطاع.
مع قرب فصل الشتاء، حذر خبراء الإغاثة أن استمرار القيود الإسرائيلية وتصاعد عمليات العنف يهددان حياة الملايين من الفلسطينيين، ويدعو العاملين في المجال الإنساني لفتح المزيد من المعابر والعمل علي توفير حماية أفضل للقوافل الإنسانية المقدمة، بالإضافة إلى سماح اسرائيل بإغراق القطاع بالمساعدات من اجل تقليل الأسعار داخل السوق السوداء.
بينما يواجه سكان غزة واقع مأساوي تحت رحمة العصابات المسلحة، وتتزايد الدعوات الدولية لإيجاد حلول جذرية في اسرع وقت، لتضع حدًا لهذه الانتهاكات، بالرغم من ذلك تبقى المعاناة الإنسانية داخل القطاع شاهد على عجز المجتمعات الدولية عن توفير الحماية للفئات الأكثر ضعف.