«حماس» أمام تحدي الحفاظ على الأسرى الإسرائيليين في ظل الظروف الصعبة
حركة «الجهاد الإسلامي»، في صباح يوم الجمعة، اعادة بث تسجيل مصوّر للرهينة الإسرائيلي (ساشا تروبانوف)، المحتجز داخل قطاع غزة، وتسليط الضوء مرة اخري على أوضاع المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، وسط تكتم كبير تظهره حركة حماس بخصوص أعدادهم، سواء أحياء كانوا أم أموات، في الواقع الحركة تواجه تحدي كبير في الحفاظ علي الأسرى أحياء، في ظل انقطاع الاتصال بالجماعات المكلفة بحمايتهم.
بثت حركة «الجهاد الإسلامي» تسجيل مصور للرهينة تروبانوف المحتجز من هجوم 7 أكتوبر 2023، على مواقع عسكرية إسرائيلية في غزة، وفي التسجيل الثاني الذي تم بُثه يوم الجمعة، ناشد تروبانوف، زعيم حزب «شاس» والعضو في الائتلاف الحاكم بإسرائيل "أرييه درعي "، بمساعدته هو وغيره من الرهائن المحتجزين داخل القطاع.
و ذلك جاء في وقت اكد فيه عضو المكتب السياسي لحماس، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الحركة الفلسطينية مستعدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار داخل غزة في حال تقديم عرض تلتزم به دولة الاحتلال، داعي بذلك الإدارة الأميركية والرئيس المنتخب دونالد ترامب للضغط على الحكومة الإسرائيلية من اجل وقف العدوان والحرب على قطاع غزة والمنطقة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وكان الناطق باسم كتائب القسام، «أبو عبيدة» وهو يمثل الجناح المسلح لحركة «حماس»، وأشار أكثر من مرة في الإطلالة الإعلامية، ان هناك مصير مجهول ينتظر الأسرى الإسرائيليين في القطاع، في تصريحات أكثر واقعية، تحدث «أبو عبيدة»، في أكثر من خطاب عن أن الأسرى الإسرائيليين سوف يلقون مصير مماثل للطيار (رون أراد) الذي أُسر في دولة لبنان عام 1986، ثم فُقد ولا أحد يعرف مصيره منذ ذلك الوقت، وهذا التحذير من الناطق باسم «كتائب القسام»، بدأ يتحقق في ظل أسئلة مطروحة إذا كانت حماس بدأت بالفعل تفقد قدرتها على الاحتفاظ بالأسرى أحياء، أم لا.
قتلى من الأسرى
اكدت بعض المصادر القريبة من أوساط «حماس» في غزة، إن عدد من الأسرى الإسرائيليين تم قتلهم بسبب سواء العمليات الإسرائيلية البرية أو بسبب القصف الجوي، أو نتيجة لظروف ميدانية مختلفة بحكم ما يتعرض له القطاع من حصار وقتل وتدمير وتجويع، وأضافت المصادر أنه لا يمكن إعطاء رقم محدد حول اعداد القتلى من الأسرى الإسرائيليين، ولكنّ هناك عدد لا بأس به منهم قتل للأسباب المذكورة.
وأعلنت «كتائب القسام» مسبقا عن مقتل بعضهم، ولكن لم يتم الإعلان عن مقتل عدد آخر لأسباب لم تتضح، وتشير المصادر أن بعض الأسرى، في الأشهر الأخيرة، مات نتيجة ظروف مرضية أو نتيجة إصابتهم بقصف إسرائيلي، والبعض بسبب عدم توافر العلاج والطعام في مناطق محددة داخل قطاع غزة.
وتقدّر التقارير الإسرائيلية أن نصف ما تبقى من المحتجزين داخل قطاع غزة، قتلوا فعلاً، وهو الأمر الذي لا تعلّق عليه «حركة حماس» من منطلق انها ترفض منح إسرائيل «معلومات مجانية».
وتكتفي المصادر القريبة من «حماس» التأكيد علي كل ما يمكن قوله إن كل يوم يمر بدون التوصل إلى اتفاق، ستفقد فيه إسرائيل المزيد من أسراها الأحياء لينضموا إلى القتلى والوفيات .
صفقة جديدة صعبة
حسب المصادر نفسها، اضطرت «حركة حماس» إلى نقل الأسرى في الكثير من الممرات، من مكان إلى آخر بسبب الاستهداف المكثف لأماكن وجودهم، كما اضطرت ايضا لدفن قتلى وموتى منهم في عدة أماكن مختلفة، بينما تم دفن آخرين في أنفاق ولا يمكن العثور عليهم من دون عمليات حفر واسعة حتى الوصول إليهم، وهذا يعقّد تفاصيل أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وترجح المصادر أن تطلب حركة «حماس» مزيد من الوقت عند بدء تسليم الجثامين أو الأسرى الأحياء، لتجهيز قوائم من هم أحياء ومن هم أموات، سواء كانوا على قيد الحياة بسبب تعقيدات الوضع الميداني.
في المقابل، اكدت مصادر قريبة من «حماس»، أن الحركة تحتفظ بأسرى أحياء وقادرة على الطلب بمقابلهم عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، خصوصاً أن اغالبهم من الجنود وهناك من بينهم ضباط ، والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، إما تتراجع وتتنازل الحكومة الاسرائيلية عن شروطها وتلبي شروط المقاومة، أو تواجه العقاب من داخل الدولة بعد ما يفقد أهالي الأسرى أبناءهم ويلقون مصير مجهول في ظل تعنت حكومتهم بالتوصل لاتفاق».
كشفت قناة 13 العبرية، أن ممثل الجيش الإسرائيلي في فريق المفاوضات، والمسؤول عن ملف المفقودين والأسرى، وجه تحذير للمستوى السياسي أنه مع دخول فصل الشتاء، سوف يتم فقدان المزيد من الأسرى، والظروف الميدانية وما يفعله الجيش على الأرض يحقق فرصة كبيرة من أجل التوصل إلى صفقة بموجبها تستطيع إنقاذ الأسرى المتبقين على قيد الحياة.
ووجه رسالته لحكومة نتنياهو، بإن الوقت ينفد واوضاع المختطفين تزداد سوء، ولن يتحملوا أكثر من ذلك، ويجب اغتنام الفرصة للتوصل إلى صفقة، ولكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال إن هذه تقارير كاذبة، وإن «حركة حماس» هي من تعرقل اي صفقة لتبادل الأسرى، واشار ان التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أميركيون من بينهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان تؤكد ذلك.