خلافات داخل حزب الله والقلق من تصاعد المواجهات مع إسرائيل
تتزايد حدة المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي متجاوزةً قواعد الاشتباك السابقة، مما أدى إلى ظهور خلافات داخل الحزب حول كيفية الرد على الهجمات الإسرائيلية ومع تزايد الخسائر التي تعرض لها حزب الله بما في ذلك اغتيال قيادات بارزة، أعرب بعض الأعضاء عن إحباطهم من عدم تدخل إيران لدعمهم في ظل هذه الظروف المعقدة يبذل الحزب جهودًا لإعادة ضبط استراتيجيته دون الانزلاق إلى حرب شاملة، مما يعكس حالة من القلق والتوتر في المنطقة
تتصاعد المواجهات بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي بشكل متزايد، متجاوزة قواعد الاشتباك التي ظلت قائمة بين الطرفين منذ بداية الصراع في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي في خضم هذه الأحداث، باتت هناك دلائل على وجود خلافات داخل الحزب، وخاصة بعد الخسائر المؤلمة التي تعرض لها مؤخرًا جراء اغتيال قيادات مهمة في صفوفه، مما أدى إلى ظهور تململ واضح بين أعضائه.
تحديات الرد على الهجمات الإسرائيلية
كشف مسؤولون مطلعون أن حزب الله يواجه تحديات كبيرة في كيفية الرد على سلسلة الهجمات الإسرائيلية المدمرة التي استهدفته حيث أشارت المناقشات الداخلية إلى وجود انقسامات بين الأعضاء حول أسلوب الرد المناسب فقد اتفق البعض على ضرورة الانتقام سريعًا، مستفيدين من مشاعر الغضب التي تسود أوساط الحزب، بينما أبدى آخرون تخوفهم من تصعيد الصراع إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها.
الإحباط من طهران
أعرب العديد من أعضاء حزب الله عن إحباطهم خلال محادثاتهم مع مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، مشيرين إلى عدم التدخل الكافي من طهران لدعم حليفها اللبناني في هذه الأوقات الحرجة كما أن الأمين العام للحزب قد أقر بأن الضربات التي تلقاها كانت قاسية وغير مسبوقة، وهو ما يعكس حالة القلق وعدم الاستقرار التي تعيشها القيادة في محاولة لإعادة فرض قواعد الردع دون الانزلاق إلى حرب شاملة مع إسرائيل .
مخاوف من الاختراق الإسرائيلي
يتزايد قلق مسؤولي حزب الله من مستوى الاختراقات التي حققتها إسرائيل داخل صفوفهم، مما دفعهم للعمل على معالجة هذه الثغرات التي قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع فقد تعرض الحزب لانتكاسة مؤلمة حيث اخترقت إسرائيل العديد من أجهزة الاتصال اللاسلكية، مما أدى إلى تفجيرها في وجه عناصر الحزب، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.
تصاعد الضغوط الإسرائيلية
خلال الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل هجمات مكثفة على مواقع الحزب، كان أبرزها الهجوم الذي استهدف مبنى سكنيًا في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي أسفر عن مقتل 16 عنصرًا من الحزب، بينهم قياديان بارزان من وحدة الرضوان وهي الوحدة النخبوية للحزب وفي وقت سابق حاولت إسرائيل اغتيال قائد الجبهة الجنوبية علي كركي، لكنه نجا من الهجوم وفي غارة أخرى، قُتل إبراهيم محمد قبيسي، قائد منظومة الصواريخ في الحزب، مما زاد من ضغوط الحزب في هذه المرحلة.
آفاق المرحلة المقبلة
تتجه الأنظار الآن إلى كيفية استجابة حزب الله لهذه التحديات المتزايدة، في ظل الخسائر الكبيرة التي تعرض لها ووجود تململ داخلي كيف يمكن للحزب أن يعيد ضبط استراتيجيته دون تفجير الوضع إلى حرب شاملة في المنطقة؟ تساؤلات كثيرة تثار حول مستقبل الصراع في لبنان ، وتبقى الخيارات أمام الحزب محدودة في ظل هذه الظروف.
إن أي قرار يتخذ الآن سيكون له تأثير كبير على المعادلة الإقليمية، ويجب على حزب الله أن يتعامل بحذر مع الضغوط الخارجية والداخلية خاصة في ظل الموقف الإيراني الذي يبدو أنه لم يكن كما كان متوقعًا ستمثل المرحلة المقبلة اختبارًا كبيرًا لقدرة الحزب على الصمود وإعادة تشكيل استراتيجيته في وجه هذه التحديات، سواء كانت من الجبهة الداخلية أو من الاعتداءات الخارجية.