هزة أرضية بقوة 6.3 تضرب منطقة قرب ساحل كامتشاتكا الروسية
ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.3 درجة على مقياس ريختر منطقة بالقرب من ساحل شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية مما أثار حالة من الذعر والقلق بين السكان المحليين وأثار تساؤلات حول مدى تأثيره على هذه المنطقة الجغرافية النائية، تقع كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا وتعد من المناطق النشطة زلزاليًا نظرًا لموقعها على حلقة النار وهي منطقة معروفة بكثرة النشاط الزلزالي والبراكين في المحيط الهادئ.
وقع الزلزال في الساعات الأولى من صباح اليوم حيث شعر به السكان المحليون في مناطق عدة من شبه الجزيرة، وخاصة المدن الساحلية مثل بتروبافلوفسك كامتشاتسكي، وفقًا للتقارير الأولية كان مركز الزلزال على عمق حوالي 70 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وهو ما ساعد على تقليل تأثيره على سطح الأرض رغم ذلك فإن شدة الزلزال كانت كافية لتسبب في اهتزازات قوية شعر بها السكان خاصة في المباني المرتفعة.
عند وقوع الزلزال خرج العديد من السكان إلى الشوارع بحثًا عن الأمان في بعض المناطق توقفت وسائل النقل العامة لفترة قصيرة كإجراء احترازي، فيما هرع بعض الأشخاص إلى الملاجئ خوفًا من هزات ارتدادية محتملة، من المعروف أن كامتشاتكا سبق أن شهدت زلازل قوية في الماضي مما جعل سكان المنطقة أكثر تأهبًا وقدرة على التعامل مع مثل هذه الكوارث.
السلطات الروسية بسرعة للأزمة حيث أعلنت هيئة الطوارئ المحلية عدم وجود تقارير فورية عن إصابات أو أضرار كبيرة في البنية التحتية. ومع ذلك تم تفعيل فرق الطوارئ للتحقق من سلامة المباني والمنشآت الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء، كما تم إرسال فرق إنقاذ إلى المناطق التي شعر فيها السكان بالهزة بشكل أكبر للتأكد من عدم وقوع أي أضرار جسيمة.
ورغم عدم ورود أنباء عن خسائر كبيرة، إن مشاعر الخوف والقلق كانت واضحة بين السكان المحليين، حيث تعد منطقة كامتشاتكا من المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الصيد والزراعة، وقد يؤدي أي زلزال قوي إلى تعطيل هذه الأنشطة الأساسية بالإضافة إلى تهديد بنية الطرق والمواصلات في هذه المنطقة النائية.
تقول إحدى سكان بتروبافلوفسك ناتاليا وهي أم لطفلين "لقد شعرنا بالهزة بشكل كبير، كانت الهزة قوية بما يكفي لتحريك الأثاث في المنزل، وكنا جميعًا خائفين"، وتضيف ناتاليا أن أبناءها كانوا نائمين في الغرفة المجاورة، وأنها سارعت لإخراجهم من المنزل على الفور، فيما سمعت أصوات الجيران وهم يخرجون من منازلهم أيضًا.
لم يتم إصدار أي تحذيرات من احتمال حدوث تسونامي بعد الزلزال رغم أن المنطقة قريبة من المحيط، وهي ما يخفف قليلاً من المخاوف بشأن تداعيات الزلزال، عادةً ما يكون تسونامي مصدر قلق كبير في مناطق مثل كامتشاتكا التي تطل على المحيط الهادئ، ولكن يبدو أن الظروف الجيولوجية الخاصة بهذا الزلزال حالت دون تشكل أمواج ضخمة قد تهدد السكان والمناطق الساحلية.
تعاني شبه جزيرة كامتشاتكا من النشاط الزلزالي المتكرر وقد أصبحت هذه الظاهرة جزءًا من الحياة اليومية للسكان، إلا أن قوة الزلزال الأخير تذكّر الجميع بأهمية الاستعداد لمثل هذه الكوارث وقد أشار العلماء إلى أن المنطقة تقع على تصادم صفائح تكتونية مما يجعلها عرضة للزلازل القوية.