كوريا الجنوبية تحتج على نشر قوات كوريا الشمالية في روسيا
في خطوة تصعيدية جديدة على الساحة الدولية، طالبت كوريا الجنوبية اليوم الاثنين الموافق 21 من شهر أكتوبر الجاري، بسحب فوري للجنود الكوريين الشماليين المتواجدين في روسيا، الذين يعتقد أنهم تم إرسالهم تمهيداً لنشرهم في أوكرانيا لدعم القوات الروسية.
حيث جاء هذا المطلب في إطار تحركات دبلوماسية قوية من قبل سيول للتعبير عن رفضها الصريح لهذا التطور، الذي يعتبر تصعيداً للتعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، كما استدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية السفير الروسي في سيول "جورجي زينوفيف".
لتقديم احتجاج رسمي بشأن إرسال كوريا الشمالية جنوداً إلى روسيا ، ووفقًا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب”، وأكد "زينوفيف" أنه التقى بنائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي "كيم هونغ كيون" لبحث هذه القضية الحساسة وخلال اللقاء.
بينما أعرب "كيم هونغ كيون" عن قلق بلاده العميق إزاء الخطوة الكورية الشمالية، مطالبًا موسكو بسحب هؤلاء الجنود على الفور، وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن سيول طالبت روسيا بوقف أي شكل من أشكال التعاون العسكري مع كوريا الشمالية.
كما أشار البيان إلى أن التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ قد يُفاقم التوترات في شبه الجزيرة الكورية، ويزيد من حدة النزاع في أوكرانيا ، وهو أمر لا يمكن لكوريا الجنوبية التهاون فيه، حيث أكدت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية.
بأن هناك بالفعل نحو 1500 جندي من القوات الخاصة الكورية الشمالية متواجدون في روسيا استعدادًا للانتقال إلى مناطق القتال في أوكرانيا، بينما أفادت التقارير بأن هؤلاء الجنود جزء من فرقة النخبة في الجيش الكوري الشمالي.
ما يعكس درجة كبيرة من الجدية في التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية، وفقًا للمصادر الاستخباراتية من المتوقع أن يصل عدد الجنود الكوريين الشماليين المشاركين في هذا التعاون إلى نحو 12 ألف جندي، وأظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية.
التي تم نشرها من قبل وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، عمليات التحضير لهذه القوات في روسيا، مما أثار مخاوف كبيرة لدى الدول الغربية التي تراقب عن كثب التطورات العسكرية المتعلقة بالنزاع الأوكراني.
كما أن التقارير عن إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا تأتي في وقت حساس للغاية، حيث يتصاعد الصراع في أوكرانيا بشكل يومي، ويعتبر هذا التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ بمثابة تحدٍ مباشر للغرب، خاصة وأن كوريا الشمالية تعد واحدة من الدول.
التي تفرض عليها الأمم المتحدة والدول الغربية عقوبات شديدة بسبب برامجها النووية والصاروخية، أما عن التقارب بين روسيا وكوريا الشمالية في المجال العسكري يعكس رغبة الطرفين في تعزيز مواقعهما على الساحة الدولية.
فمن ناحية تستفيد روسيا من الدعم العسكري لتعويض خسائرها في أوكرانيا، ومن ناحية أخرى تحاول كوريا الشمالية الاستفادة من هذا التعاون للحصول على دعم روسي في مواجهة الضغوط الدولية، وكذلك تعزيز قدراتها العسكرية من خلال التعاون مع موسكو.
حيث من المتوقع أن يثير هذا التعاون ردود فعل دولية واسعة، خاصة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا وآسيا، فالتحالف العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية يمثل تحدياً جديداً أمام الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وكذلك في أوكرانيا.
بينما قد تنظر الدول الغربية إلى هذا التطور باعتباره تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، ومن المتوقع أن تُمارس مزيدًا من الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على روسيا وكوريا الشمالية لوقف هذا التعاون، خاصة في ظل تداعيات الحرب المستمرة في أوكرانيا.
حيث قد تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من التوترات في العلاقات بين كوريا الجنوبية وروسيا، خاصة إذا لم تستجب موسكو لطلب سيول بسحب الجنود الكوريين الشماليين، وفي حال استمرار هذا التعاون قد تتخذ كوريا الجنوبية إجراءات أخرى، سواء دبلوماسية أو اقتصادية.
للضغط على روسيا وبيونغ يانغ لوقف هذه العمليات، أما عن التوترات في شبه الجزيرة الكورية قد تتفاقم أيضًا، حيث تعتبر كوريا الجنوبية أي تعاون عسكري بين جارتها الشمالية ودول أخرى تهديدًا مباشرًا لأمنها.