اجتماع بايدن وشي: محاولات لنزع فتيل التوتر بين القوتين العظميين
التقي الرئيس الأميركي، "جو بايدن"، بنظيره "شي جينبينغ"، يوم السبت، وكان ذلك على هامش أعمال منتدى التعاون الاقتصادي في العاصمة بيرو، و سعى الزعيمان لخفض التوترات قبل تنصيب الرئيس المنتخب، دونالد ترامب .
يلتقي جو بايدن مع شي لإجراء محادثات بينهم منذ سبعة أشهر، فيما يقيّم زعماء المنطقة الآثار التي تترتب على عودة ترامب إلى السلطة في 20 يناير 2025.
وقال بايدن في لقائه مع رئيس الوزراء الياباني، والرئيس كوريا الجنوبية : «لقد وصلنا الآن إلى لحظة تغيير سياسي كبيرة»، ورجّح أن يكون هذا الاجتماع الأخير له في إطار التحالف الثلاثي على مدى العام الماضي ضد كوريا الشمالية والصين.
وأضاف أن التحالف الثلاثي بُنيَّ ليبقى، هذا ما آمله كما حذّر بايدن من التعاون الخطير بين كوريا الشمالية وبين روسيا ، وسط العديد من المخاوف المتزايدة من ارسال بيونغ يانغ المسلحة نووياً قوات للقتال في أوكرانيا .
استخدم الرئيس الأميركي الاجتماع لأخير مع الزعيم الصيني لإقناع كوريا الشمالية بعدم تعزيز دعمها للحرب الروسية على أوكرانيا، واكد مسؤولون إن بايدن سوف يتطلع إلى قيام شي بتعزيز المشاركة الصينية ومنع التصعيدات .
ادن الرئيس الامريكي قرار الزعيم كوريا الشمالية، بإرسال آلاف الجنود لمساعدة موسكو على صد القوات الأوكرانية، واستيلائها على أراضٍ في منطقة كورسك، ووصف بايدن هذه الخطوة بالتعاون الخطير والمزعزع للاستقرار .
تعارض وجهات النظر
تبادل بايدن وشي، كثيرا وجهات نظر متعارضة عن كيفية تنظيم علاقات بلدهم والعالم، ووصف، شي بأنه «ديكتاتور»، في حين اتهم شي الولايات المتحدة بأنها «أكبر مصدر للفوضى» علي مستوي العالم، وحذر من الأفكار الليبرالية الغربية الخطيرة.
واكدت إدارة بايدن إن الرئيس يريد استخدام الاجتماع، لتحدي شي بشأن القرصنة الصينية، والانتهاكات والتهديدات ضد تايوان، لكن مع تراجع رؤية بايدن ومغادرته المسرح العالمي، تضاءلت مكانته، فمن غير المرجح أن يهتم شي، لتصريحاته وشعر بالانزعاج من تلقيه محاضرات من الغرب، ألقى شي باللوم في مشكلاته الاقتصادية التي تواجهها الصين على «الاحتواء» الأميركي.
الاقتصاد الصيني يوجه ضربة شديدة بسبب الإجراءات التجارية التي يعتزم الرئيس بايدن اتخاذها قبل مغادرة المنصب، ومنها خطة لتقييد الاستثمارات الأميركية في مجالي الذكاء الاصطناعي، وفرض القيود على تصدير الرقائق الحاسوبية، وتنفي الصين استمرار الاتهامات الأميركية، كما احتجت على التصريحات الأميركية بخصوص تجارتها مع دولة روسيا.
ولكن ليس واضح بعدُ مستقبل السياسة التي انتهجها جو بايدن تجاه دولة الصين، التي ركزت من خلالها على التنافس بدون الدخول في صراعات و حشد الديمقراطيات ذات التفكير المماثل لمواجهة بكين.
يؤكد شي أن العالم واسع بما يكفي للقوتين العظميين، وأنهم بحاجة إلى التفاهم، في إشارة منه إلى فترة ولاية الرئيس المنتخب ترامب، الذي يميل للمواجهة والتحدي، وتعهد بفرض رسوم جمركية 60% على الواردات الصينية ضمن شعار «أميركا أولاً».
بعد تولي ترامب الرئاسة، قد تصبح العلاقة بين كلا البلدين أكثر تقلب، وخصوصاً مع اختياراته لمرشحيه في المناصب العليا في إدارته، بما فيهم النائب مايكل والتز، مستشاره للأمن القومي، وماركو روبيو في منصب وزير الخارجية، وهم يبحثان منذ سنوات عن أفضل الطرق للضغط على بكين وتغيير سلوكها.
كان ينظر الصينيون إلى ترامب في رئاسته الأولى بشكل ساخر، ولكنهم الآن يأخذونه على محمل الجد مع تصاعد المنافسة بين القوتين العظميين، واحتمال اندلاع حروب أو أزمة اقتصادية، ويسعى شي إظهار أنه يقوم بدوره في المحافظة على السلام مع الولايات المتحدة من أجل الاستقرار العالمي.
بعد تولي ترامب السلطة كان السؤال الاهم هو إذا كان يريد إقامة علاقات مستقرة مع الزعيم الصيني، ولكن في ظل التوترات بشأن مطالبات الصين، ودعم بكين لروسيا، تجعل العلاقة بين البلدين حقل ألغام يمكن اغراق العالم في أزمة.