ماكرون يحذر لا نريد لبنان غزة جديدة وندعو لوقف إطلاق النار الفوري
أعرب الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" عن معارضة بلاده لأن يصبح لبنان نسخة مشابهة لغزة، مشددًا على ضرورة أن توقف إسرائيل ضرباتها العسكرية في المنطقة، كما طالب حزب الله بالامتناع عن الرد على تلك الضربات.
حيث صرح "ماكرون" أنه يجب على الولايات المتحدة زيادة الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" للموافقة على وقف إطلاق النار، حيث شهدت الأوضاع تصاعدًا في التوترات مع تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على منطقة في ضاحية بيروت الجنوبية، مما أسفر عن تصاعد سحابة كثيفة من الدخان فوق العاصمة اللبنانية بعد سماع سكان المنطقة دوّي انفجار قوي.
كما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذه الغارة استهدفت اجتماعًا لقيادات مهمة في حزب الله، وفي تعليق لمسؤول أمني إسرائيلي، بينما أشار إلى أن نجاح هذه العملية سيعتبر زلزالًا للحزب، ومن جهة أخرى ذكر مسؤول إسرائيلي آخر أن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة من الحرب، مؤكداً أن تل أبيب ستواصل ملاحقة حزب الله اللبناني.
كما تواصلت المساعي الدولية خاصة من قبل فرنسا والولايات المتحدة، لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وأكد ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو" في مونتريال أن فرنسا ترفض فكرة أن يصبح لبنان منطقة حرب مماثلة لغزة، بينما قال ماكرون:
“على إسرائيل أن توقف ضرباتها الجوية ضد لبنان، كما يجب على حزب الله التوقف عن الرد بدافع الانتقام”.
كما أوضح أنه سيتحدث مع الإسرائيليين لضمان تطبيق مقترح وقف النار لمدة 21 يومًا، وفيما يتعلق بموقف "نتنياهو"، أشار ماكرون إلى أنه لا يعتقد أن تصريحات الأخير بشأن مقترح وقف النار كانت حاسمة، محذرًا من أن رفضه لوقف إطلاق النار قد يعتبر خطأً جسيمًا، بينما أفاد مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن هناك عدم رغبة في وقف إطلاق النار مع حزب الله.
مؤكدًا أن الاتجاه الحالي لإسرائيل هوتكثيف العمل العسكري ضد الحزب، حيث جاءت هذه التصريحات بعد دعوة فرنسا والولايات المتحدة إلى وقف إطلاق نار بشكل مؤقت في محاولة لتفادي تفاقم الوضع، حيث يتزامن هذا مع استعداد وزير الخارجية الفرنسي "جان نويل بارو" لزيارة لبنان في الأيام المقبلة، حيث تسعى فرنسا بالتعاون مع الأطراف المعنية.
لتحديد المعايير اللازمة لحل دبلوماسي للأزمة وفق قرار مجلس الأمن رقم 1701، والذي تم تبنيه عقب الحرب التي استمرت 33 يومًا بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، كما أن هذا القرار أعطى تفويضًا لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على منطقة الجنوب خالية من الأسلحة أو المسلحين، باستثناء تلك التابعة للدولة اللبنانية.
بينما تتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان في ظل تزايد التوترات العسكرية، حيث يعاني المواطنون من تداعيات النزاع المستمر بين إسرائيل وحزب الله، وإن تصاعد الأعمال العسكرية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب اللبناني، ومع استمرار التحركات السياسية والدبلوماسية، تبقى الأنظار مركّزة على إمكانية الوصول إلى اتفاق يضمن الأمن والاستقرار في لبنان، بالإضافة إلى حماية حقوق المدنيين ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشونها.