مشروع روسي سري في الصين: تصنيع طائرات مسيرة لدعم الحرب في أوكرانيا
أكدت الصين منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في شهر فبراير عام 2022، بأنها ليست طرف في هذه الحرب، ولا تدعم اي جانب ، علي الرغم من التقارب الروسي الصيني الأخير الذي يقلق العديد من الدول الغربية.
بعض الدول وعلى رأسها دولة أميركا كانت لمحت بشكل مسبق وحذرت بكين من دعم موسكو عسكرياً ، إلا أن هناك مصدرين من وكالة الاستخبارات أوروبية أفادوا بأن روسيا وضعت برنامج للأسلحة داخل الصين ، لتطوير وإنتاج الطائرات المسيرة الهجومية بعيدة المدى حتي تقوم باستخدامها في حربها ضد أوكرانيا .
وبينت إحدى وثائق شركة (آي.إي.إم.زد) كوبول المتبوعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة (ألماز أنتي) ، بأن الشركة تقوم بإجراء اختبارات طيران لنموذج جديد لطائرة مسيرة تسمى (غاربيا3) المعروفة بأسم (جي3) في دولة الصين بمساعدة مجموعة المتخصصين المحليين، مع العلم أن أميركا فرضت عقوبات على هذه الشركة في شهر ديسمبر 2023.
وحسب هذه الوثيقة، هي تعتبر تقرير أرسلته كوبول لوزارة الدفاع الروسية بوقت سابق من هذا العام ويحدد عملها، فقد أبلغت كوبول وزارة الدفاع بأنها قادرة على إنتاج الطائرات المسيرة، بما فيها طائرات جي3، على نطاق واسع داخل احد المصانع في الصين لتستطيع نشر الأسلحة في العمليات العسكرية الخاصة بها في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب، حسب ما أفادت به وكالة رويترز
وأوضحت التقارير الخاصة بالشركة أنه يمكن للطائرة جي3 قطع مسافة كبيرة تقدر بحو ألفي كيلومتر وحمولة 50 كيلوجرام. وأفادت بأنه سوف يتم تسليم عينات من الطائرة وبعض النماذج لطائرات أخرى مصنوعة في الصين إلى كوبول في دولة روسيا من اجل إجراء المزيد من الاختبارات عليها، بمشاركة مجموعة من الخبراء الصينيين مجددا.
ولكن هذه الوثائق لم تكشف اي هوية للمتخصصين الصينيين في الطائرات المسيرة المشاركين في هذا المشروع الذي أوردته، ولم تستطيع وكالة رويترز تحديد هوياتهم.
كشفت وثيقتان منفصلتان، تم أرسلهم إلى كوبول في فصل الصيف واكد مصدر من المخابرات الأوروبية بأن هذه الشركة الروسية تعمل كوسيط مع الموردين الصينيين، وأن كوبول قد تسلمت بالفعل سبع طائرات عسكرية مسيرة تم صنعها في دولة الصين، بما في ذلك طائرتان جي3، في المقر الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية ، ولكن الفاتورتين،تطلب إحداهم دفعها باليوان الصيني، لم تحدد فيها اي تواريخ تسليم كما لم تحدد فيها ايضا اسماء الموردين في الصين.
وقال مصدر للاستخبارات إن عملية تسليم عينة من الطائرات المسيرة إلى كوبول هو يعتبر أول دليل ملموس قد عثرت عليه وكالتهم على تسليم طائرات مسيرة كاملة يتم تصنعها في دولة الصين إلى موسكو منذ بداية حربها مع أوكرانيا في فبراير 2022.
في مقابل ذلك ، أكدت وزارة الخارجية الصينية الي وكالة رويترز بأنها ليست على دراية بمثل هذا المشروع، واضافت بأن البلاد لديها إجراءات رقابة مشددة وصارمة على تصدير الطائرات المسيرة.
من جهة اخري ، رأى الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية " فابيان هينز "، وهي مؤسسة فكرية دفاعية مقرها داخل لندن، بأن تسليم هذا المسيرات إلى الروس، إذا تم تأكيدها ، سوف يكون تطور هام .
وأضاف بأنه إذا تم النظر إلى سلمته الصين حتى الآن الي الروس، فكان في الغالب سلع مزدوجة الاستخدام، وبعض المكونات الفرعية التي يمكن ان يتم استخدامها في أنظمة الأسلحة ، هذا ما جاءت بالفعل تقارير عنه حتى الآن ، لكن ما لم نره بشكل علني، هو عمليات نقل موثقة لأنظمة كاملة للأسلحة .
مع ذلك، قال المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد " قال سامويل بينديت، "، وهي مؤسسة فكرية مقرها داخل واشنطن، وإن بكين سوف تتردد في انكشاف العقوبات الدولية مع مساعدة آلة الحرب داخل موسكو، وإن هناك احتياج لمزيد من المعلومات لإثبات أن الصين تستضيف إنتاج الطائرات المسيرة العسكرية الروسية.
في حين اظهر مجلس الأمن القومي داخل البيت الأبيض عن قلقه الشديد تجاه هذه المعلومات الخاصة ببرنامج المسيرات، والذي اكد بإنه يبدو حاله عن شركة صينية تقدم مساعدات فتاكة لشركة روسية تخضع للعقوبات الأميركية.
وقال متحدث البيت الأبيض انه لم ير أي شيء يشير لعلم الحكومة الصينية بمثل هذه الصفقات ، ولكن بكين سوف تتحمل اي مسؤولية خاصة بضمان عدم تقديم الشركات مساعدات فتاكة لروسيا لتستخدمها .
ويذكر أن بكين اكدت على نفيها تزويد البلاد أو أي شركات صينية لدولة روسيا بأسلحة لتستخدمها في دولة أوكرانيا، قائلة بإنها مازالت محايدة.