هزة أرضية بقوة 4.5 درجة تضرب شمال تشيلي

(بتوقيت الإمارات)
زلزال شمال تشيلي

ضرب زلزال بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر إقليم أنتوفاجاستا في شمال تشيلي اليوم مما أثار حالة من القلق في المنطقة، ولكنه لم يُسفر عن وقوع أضرار مادية أو خسائر بشرية حتى اللحظة، الزلزال الذي سجلته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وقع على بعد 92 كيلومتراً شمال مدينة توكوبيلا الواقعة في الإقليم، كما أفادت الهيئة أن الزلزال حدث على عمق 62.9 كيلومتراً تحت سطح الأرض.

توكوبيلا هي مدينة ساحلية صغيرة تعتمد على الصيد والصناعات البحرية، وتعد جزءاً من إقليم أنتوفاجاستا الشاسع والغني بالموارد المعدنية خاصة النحاس، هذه المنطقة تشتهر بالنشاط الزلزالي بسبب موقعها على "حلقة النار" في المحيط الهادئ وهي منطقة معروفة بالنشاط الزلزالي والبركاني. 

الزلزال الذي حدث اليوم ليس غير معتاد في منطقة مثل تشيلي التي تُعتبر من أكثر الدول تعرضاً للزلازل على مستوى العالم، حيث تقع تشيلي على حدود التقاء صفائح تكتونية نشطة وهي صفيحة نازكا والصفيحة الأمريكية الجنوبية، هذا الموقع الجغرافي يعرض البلاد باستمرار لاحتمالية حدوث زلازل متكررة بعضها قوي ومدمر، بينما يمر البعض الآخر دون أن يحدث أضرار كبيرة. 

في هذه المرة لم تكن هناك تقارير عن أضرار كبيرة في المباني أو البنية التحتية في توكوبيلا أو المدن المحيطة، لم تسجل المستشفيات في المنطقة إصابات بشرية، ولم تصدر السلطات المحلية أي تحذيرات من حدوث موجات تسونامي مما يشير إلى أن التأثير كان محدوداً للغاية، ومع ذلك انتاب السكان شعور بالقلق الطبيعي، حيث أن العديد منهم اعتادوا على التعامل مع هذه الأحداث الطبيعية التي تتكرر بشكل منتظم في المنطقة. 

وصف السكان المحليون الذين شعروا بالزلزال بأنه اهتزاز قصير المدة لكنه قوي بما يكفي ليشعروا بعدم الراحة. كانت هناك لحظات من التوتر بين العائلات التي سارعت بالاتصال ببعضها البعض للتحقق من سلامة أفرادها، ومع أن الزلزال لم يكن مدمراً إلا أنه يعد تذكيراً قوياً للطبيعة النشطة جيولوجياً لهذه المنطقة والحاجة المستمرة للاستعداد لمثل هذه الكوارث الطبيعية. 

قامت السلطات المحلية وسلطات الطوارئ بإجراء مسح سريع للأضرار المحتملة وأكدت عدم حدوث انهيارات أرضية أو أضرار بالبنية التحتية الأساسية مثل الطرق والجسور، كما أن المرافق الحيوية مثل الكهرباء والمياه ظلت تعمل بشكل طبيعي دون انقطاع، وعلى الرغم من أن الوضع تحت السيطرة إلا أن الفرق الهندسية تستمر في مراقبة الوضع للتأكد من عدم وجود تهديدات مستقبلية. 

تعتمد المجتمعات في تشيلي بشكل كبير على منظومة قوية للتأهب للكوارث، وهي أحد الأسباب التي تجعل البلاد قادرة على التعامل مع الزلازل بفاعلية، يتم تدريب السكان على كيفية التصرف في حال وقوع زلازل، كما أن قوانين البناء في تشيلي صارمة للغاية لضمان أن تكون المباني مقاومة للزلازل، ان هذه التدابير الاحترازية أسهمت بشكل كبير في تقليل الأضرار الناجمة عن الزلازل مقارنة بدول أخرى. 

على الرغم من أن قوة الزلزال 4.5 درجة تُعتبر متوسطة وفقاً لمقياس ريختر، إلا أن الشعور بهزة أرضية يولد توتراً كبيراً بين السكان المحليين خاصة أن تشيلي شهدت زلازل أقوى بكثير في الماضي، بعضها تسبب في دمار واسع وموجات تسونامي قاتلة. 

ومع انتهاء هذا الحدث بدون أضرار تُذكر يبقى السؤال قائماً حول الاستعدادات المستقبلية لمواجهة زلازل أقوى قد تضرب المنطقة، المجتمع المحلي يعلم جيداً أن الحياة في تشيلي تعني التأقلم مع الزلازل كجزء من الروتين اليومي، ويبقى الأمل دائماً أن تكون الأضرار محدودة كما كان الحال في هذا الزلزال الأخير. 

رغم تكرار هذه الأحداث في تشيلي، إلا أن الزلزال الحالي مر دون أضرار وأظهر مرة أخرى قدرة السكان المحليين على التعامل بهدوء وفعالية مع هذه الكوارث الطبيعية.