وفاة "سامي باسو" أكبر المصابين بمرض الشيخوخة المبكرة
كشفت الرابطة الإيطالية لمرضى الشيخوخة المبكرة في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، عن وفاة "سامي باسو" أكبر المصابين بهذا المرض الوراثي النادر عن عمر يناهز 28 عاما، قائلة: "اليوم فقدنا نورنا ومرشدنا، شكراً لك سامي على جعلنا جزءاً من هذه الحياة الجميلة".
وعانى "سامي باسو" من مرض البرجرية، وهو حالة نادرة تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة دون أن تؤثر على وظائف العقل. ويُقال إنه أصيب بهذا المرض بشكل مفاجئ خلال تواجده في أحد المطاعم، وقد عاد مؤخراً لإيطاليا بعد رحلة إلى الصين ، علماً أن سامي كان يقيم مع أسرته في مدينة تيزيه سول برينتا.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهته بسبب مرضه، استطاع أن يُكمل دراسته الثانوية في المدرسة العلمية "سانت ج. دا بونتي" في باسانو ديل غرابا. بعد ذلك، التحق بجامعة بادوا لدراسة الفيزياء، ثم انتقل إلى دراسة العلوم الطبيعية. وكان حلمه بعد التخرج أن يعمل في مركز الأبحاث "CERN".
وفي 7 يونيو 2019، نال "سامي باسو" أوسمة من قبل رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، وفي 23 مارس 2021، تمكن من الحصول على درجة الماجستير في البيولوجيا الجزيئية من جامعة بادوا، ومن المهم الإشارة إلى أنه حصل في 4 أكتوبر على جائزة باولو ريزي في فئة المجتمع.
وعند وفاته، قامت وزيرة الشؤون الاجتماعية أليساندرا لوكاتيلي بالإعراب عن حزنها الشديد لفقدانه، قائلة: "أفكارنا مع سامي باسو، الذي غادرنا في سن مبكرة، بفضل شجاعته وإصراره، أصبح مثالاً يحتذى به في القوة والأمل والتفاني في البحث، وستظل شهادته مسجلة في التاريخ كإرث ثمين للجميع".
ووُلِد سامي في عام 1995 شمال إيطاليا ، وتم تشخيص إصابته بالمرض عندما كان في الثانية من عمره، وفي عام 2005، أسس هو ووالداه الرابطة الإيطالية لمصابي هذا المرض، وقد اشتهر بعد عرض فيلم وثائقي يروي رحلته التي قام بها مع والديه وأصدقائه المقربين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعد الشيخوخة المبكرة (بروجيريا) حالة معروفة باسم متلازمة هاتشينسون-جيلفورد، وتؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة على المريض بسرعة، مما يجعله يبدو أكبر سناً مما هو عليه في الواقع، تؤثر هذه الحالة سلباً على الحياة اليومية وتقلل متوسط العمر المتوقع إلى 13.5 سنة مع عدم العلاج.
ويبلغ معدل الإصابة بهذا المرض على مستوى العالم واحدًا من كل 20 مليون شخص، وهناك 130 حالة معروفة في مختلف أنحاء العالم، منها 4 حالات في إيطاليا، ومع ذلك تقدر الرابطة أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 350 حالة، نظرًا لصعوبة اكتشاف المصابين به، خصوصاً في الدول النامية.
وقد تعود الإصابة بالشيخوخة المبكرة إلى طفرة جينية واحدة، حيث أن الجين المعروف باسم "لامين أ" ينتج بروتيناً أساسياً للحفاظ على استقرار مركز نواة الخلية. وعندما يحدث لهذا الجين طفرة، يتم إنتاج شكل غير طبيعي من بروتين "لامين أ" يُعرف باسم "بروجيرن"، مما يؤدي إلى عدم استقرار الخلايا.