كندا تقدم 10 ملايين دولار لدعم المساعدات الإنسانية في لبنان
أعربت وزارة الخارجية الكندية، يوم السبت، عن "قلقها العميق" إزاء التصعيد المستمر في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، داعية جميع الأطراف إلى حماية المدنيين في ظل اشتداد حدة الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويأتي هذا الموقف ضمن جهود كندا المستمرة للدعوة إلى تهدئة النزاع وضمان حماية الأبرياء من آثار العنف المتصاعد في المنطقة.
وفي خطوة عملية تُظهر تضامن كندا مع الشعب اللبناني الذي يعاني من تداعيات الصراع، أعلنت الحكومة الكندية عن تقديم 10 ملايين دولار كندي كمساعدات إنسانية موجهة خصيصًا لدعم المدنيين المتضررين في لبنان . وتوضح وزارة الخارجية الكندية أن هذه المساعدات ستهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك توفير الغذاء والماء والمأوى، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية الطارئة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها.
أكدت الوزارة في بيان رسمي، نُقل عبر عدة وسائل إعلامية أن "كندا تحث جميع الأطراف المتورطة في النزاع على بذل أقصى الجهود لحماية المدنيين، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان إلى المناطق المتضررة." وجاءت هذه الدعوة في وقت حساس حيث يتزايد فيه العنف، مما يعرّض حياة المدنيين للخطر ويعوق تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية.
كما دعت كندا إلى تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لمدة 21 يومًا، وذلك لإفساح المجال أمام الجهود الإنسانية المستعجلة التي تهدف إلى مساعدة المتضررين من النزاع. وأكد البيان أن وقف القتال لفترة محددة سيوفر بيئة أكثر أمانًا لإيصال المساعدات، ويمنح الفرصة لاستعادة الاستقرار النسبي في المنطقة، على أمل التوصل إلى حلول دائمة لوقف التصعيد.
تأتي هذه المبادرة الكندية وسط تزايد الدعوات الدولية لاحتواء الأزمة ومنع تصعيد الصراع العسكري بين إسرائيل وحزب الله، تحاول العديد من الدول والمنظمات الدولية الضغط على الأطراف المتصارعة للعودة إلى طاولة الحوار وتجنب المزيد من العنف الذي يهدد بتفاقم الوضع الإنساني في لبنان. ويواجه لبنان حاليًا تحديات كبيرة، ليس فقط بسبب النزاع المستمر على حدوده، بل أيضًا نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب والأزمات السياسية التي تعصف به.
وتحرص كندا من خلال هذا الدعم المالي والإنساني، على لعب دور نشط في جهود المجتمع الدولي للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في لبنان والمساهمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة ويعد هذا الدعم جزءًا من التزام كندا المستمر بتقديم المساعدات الإنسانية في الأزمات الدولية والعمل مع الشركاء الدوليين لضمان وصول الإغاثة إلى الأشخاص المتأثرين بالنزاعات.
وتتزامن هذه الخطوة مع توجه عالمي يتبنى تقديم الدعم الإنساني للدول المتضررة من النزاعات، حيث تسعى كندا إلى تعزيز التعاون الدولي لتقديم المساعدة الفورية وإنقاذ الأرواح. من خلال هذه الجهود تأمل كندا في أن تشكل المبادرات الإنسانية طريقًا لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مع استمرار الضغط الدولي لمنع المزيد من التصعيد.
تعكس المساعدات الكندية للبنان التزام كندا بالقيم الإنسانية وبدورها الدولي كدولة تدعم السلم الدولي وتعمل على تخفيف معاناة المتضررين من النزاعات. كما تشير إلى قلقها العميق من آثار الصراع على المدنيين وتؤكد على أهمية حماية حقوق الإنسان وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في أسرع وقت ممكن.