مهاتما غاندي هو أحد أبرز القادة والفلاسفة في التاريخ الحديث، ويُعتبر رمزًا عالميًا للسلام والنضال السلمي. وُلد في 2 أكتوبر 1869 في بوربندر، الهند ، لعائلة هندوسية، ودرس القانون في لندن قبل أن يعود إلى الهند ليبدأ مسيرته المهنية. في البداية، عمل غاندي كمحامٍ في جنوب أفريقيا ، حيث تعرض للتمييز العنصري، مما أثر بشكل عميق على رؤيته للعدالة والمساواة.
عاد غاندي إلى الهند في عام 1915، وبدأ في تنظيم حركات شعبية تهدف إلى مقاومة الاستعمار البريطاني بوسائل سلمية. تبنى غاندي فلسفة "ساتياغراها"، التي تعني "التمسك بالحق" أو "قوة الحقيقة"، حيث أكد على أهمية المقاومة السلمية والعصيان المدني كوسيلة لتحقيق الحرية والعدالة. استخدم غاندي أساليب مثل الإضرابات والمظاهرات السلمية، بما في ذلك حملة الملح الشهيرة في عام 1930، التي اعترضت على ضريبة الملح المفروضة من قبل البريطانيين.
كانت فلسفة غاندي تتجاوز النضال من أجل الحرية السياسية؛ إذ دعا أيضًا إلى التعايش السلمي بين مختلف الأديان والطبقات الاجتماعية. كان يروج للمساواة بين الهندوس والمسلمين، ودعا إلى إنهاء التمييز ضد الأشخاص المنبوذين في المجتمع الهندي.
على الرغم من نجاحاته، واجه غاندي تحديات كبيرة. في عام 1947، عندما نالت الهند استقلالها، انفصلت البلاد إلى دولتين: الهند وباكستان، مما أدى إلى عنف كبير. استمر غاندي في دعوته للسلام والمصالحة حتى اغتياله في 30 يناير 1948 على يد متطرف هندي.
تظل إرث غاندي حيًا في العالم حتى اليوم، حيث يُعتبر نموذجًا للنضال السلمي ومصدر إلهام للعديد من الحركات الحقوقية حول العالم، مثل حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة بقيادة مارتن لوثر كينغ جونيور.