سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، تعد واحدة من الشخصيات المؤثرة في المشهد الاجتماعي والثقافي في مصر على مدى عقود. وُلدت في 28 فبراير 1941 في محافظة المنيا لأسرة تجمع بين أصول مصرية وبريطانية، مما أثر في نشأتها وتكوين شخصيتها المتعددة الثقافات. درست في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتخصصت في علم الاجتماع، ثم حصلت على درجة الماجستير في علم الاجتماع التربوي.
برز دور سوزان مبارك في العمل الاجتماعي، حيث قادت العديد من المبادرات التي هدفت إلى تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية، خصوصًا فيما يتعلق بالنساء والأطفال. من أهم مشروعاتها "مكتبة الأسرة"، التي كانت تهدف إلى نشر الثقافة وزيادة الوعي من خلال توفير الكتب بأسعار رمزية، مما سهل على شرائح واسعة من المجتمع المصري الوصول إلى المعرفة. كانت المكتبة جزءًا من رؤية أوسع لتحسين مستوى التعليم والاهتمام بالقراءة، وهو ما انعكس في تأسيس عدد من المكتبات والمراكز الثقافية.
كما كانت سوزان مبارك ناشطة في مجال حقوق المرأة، حيث عملت من خلال "المجلس القومي للمرأة" على تعزيز حقوق النساء في مصر، وتمكينهن من الحصول على فرص متكافئة في التعليم والعمل. كما دعمت العديد من برامج محو الأمية، التي استهدفت تحسين مستويات التعليم في الأرياف والمناطق الفقيرة.
علاوة على ذلك، اهتمت سوزان مبارك بالصحة العامة، وأسست العديد من المبادرات التي هدفت إلى تحسين صحة المرأة والطفل، بما في ذلك توفير الرعاية الصحية المجانية للأمهات والأطفال في المناطق المحرومة.
رغم إسهاماتها الاجتماعية، تعرضت سوزان مبارك لانتقادات خلال حكم زوجها، حيث ارتبط اسمها بالنخبة السياسية الحاكمة وبامتيازات السلطة. وبعد ثورة 25 يناير 2011، تراجعت عن الساحة العامة، لكن مشروعاتها في مجالات التعليم والثقافة لا تزال لها أثر ملموس في مصر.