رحيل آمنة طبيشي صوت الرياضة النسائية في الأردن يسكت إلى الأبد
توفيت الإعلامية الأردنية البارزة آمنة طبيشي، مما ألقى بظلال من الحزن على الوسطين الإعلامي والرياضي في الأردن وفاتها كانت نتيجة معاناة طويلة مع مرض عضال، مما زاد من وقع الخبر على قلوب الكثيرين الذين تأثروا برحيلها المفاجئ آمنة لم تكن مجرد إعلامية عادية، بل كانت صوتًا قويًا في مجال الإعلام الرياضي، حيث ساهمت بفعالية في تحسين صورة الرياضة في البلاد وعملت على معالجة العديد من القضايا المهمة
كانت آمنة طبيشي واحدة من أبرز الوجوه النسائية في الإعلام الرياضي، واشتهرت بجهودها الكبيرة في إطلاق مبادرات تهدف إلى تعزيز الروح الرياضية والتقليل من ظاهرة العنف والشغب في الملاعب ومن بين مبادراتها الناجحة كانت جمعية "شقيلة"، التي أسستها لتركيز الجهود على معالجة سلبيات كرة القدم، وتهدف الجمعية إلى الحد من الشغب في الملاعب، وجعلها أماكن آمنة للجماهير، وهو ما جعلها تحظى باحترام كبير من محبي الرياضة
إحدى المبادرات البارزة التي أطلقتها آمنة كانت بعنوان "رزانة"، حيث كانت تحذر من خطاب الكراهية الذي أصبح ينتشر في بعض الدول العربية، بما فيها الأردن آمنة أكدت في عدة مناسبات على أهمية التشجيع الحار من الجماهير، لكنها دعت إلى ضرورة أن يأتي ذلك في إطار من الروح الرياضية والتقبل للنتائج، سواء كانت هزيمة أو انتصار كانت تحرص دائمًا على تعزيز ثقافة الاحترام بين الجماهير، ورفض التعصب الذي قد يضر بالأجواء الرياضية
من المعروف أن آمنة بدأت مسيرتها الرياضية منذ طفولتها، حيث كانت تمارس رياضة الجمباز منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، وهو ما ساعدها على تكوين قاعدة قوية من المهارات الرياضية، فضلًا عن دعم والدها، الذي كان مدربًا لعدد من المنتخبات الوطنية كانت علاقتها بالرياضة عميقة، مما ساهم في تشكيل شخصيتها واهتمامها الكبير بتعزيز القيم الرياضية
بعد رحيل آمنة، نعيتها العديد من الشخصيات الإعلامية والرياضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّروا عن حزنهم العميق وصدمتهم بفقدان هذه الشخصية الملهمة، والتي كانت تحمل معها رسالة إيجابية دائمًا الكثيرون ذكروا كيف أن آمنة لم تكن مجرد إعلامية، بل كانت رائدة في مجالها، وكانت تحظى بإعجاب واحترام الجميع
آخر منشور لآمنة عبر إنستغرام كان في مايو الماضي، بينما نشرت آخر ما كتبته على فيسبوك في 29 سبتمبر، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن حالتها الصحية، إذ لم تكن تشارك تفاصيل مرضها مع أحد كان هذا الأمر يزيد من حزن الأصدقاء والمحبين، الذين شعروا بأنهم فقدوا شخصًا قريبًا منهم دون أن يكون لديهم علم بمشكلتها
رئيس الاتحاد الأردني للإعلام الرياضي، أمجد المجالي، أبدى حزنه العميق لفقدان آمنة، مستذكرًا إنجازاتها وتفانيها في عملها، وأكد أن وفاتها تمثل خسارة كبيرة للوسط الإعلامي والرياضي في الأردن المجالي صرح بأن آمنة كانت تمثل الجيل الجديد من الإعلاميين، الذين يسعون لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع
تقدم الاتحاد الأردني للإعلام الرياضي بخالص العزاء لعائلة آمنة ولأسرتها الإعلامية، داعيًا الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته كما أدان الجميع رحيل آمنة، الذي ترك أثرًا عميقًا في نفوس كل من عرفها، وتركت خلفها إرثًا من العمل الجاد والشغف بالرياضة، وستظل ذاكرتها حية في قلوب الكثيرين