فضيحة تهز كرة القدم الإيطالية مدرب إنتر ميلان في قلب التحقيقات بتورط مع المافيا
تواصل السلطات الإيطالية تحقيقاتها المكثفة بشأن جماهير ناديي إنتر ميلان وإيه سي ميلان، وذلك في إطار الكشف عن الصلات المحتملة بين بعض المشجعين وعصابات المافيا التي يُعتقد أنها تتدخل في الشؤون الرياضية عبر استغلال النفوذ لتوجيه بعض الأحداث لصالحها وقد تم استدعاء مدرب نادي إنتر ميلان، سيموني إنزاغي، للتحقيق في إطار هذه القضية التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والشعبية
حسبما كشفت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" فإن التحقيقات تتناول أسماء متعددة من اللاعبين والمدربين، حيث أظهرت الوثائق أن هناك شبهة حول تورط إنزاغي في عقد اتفاق مع ماركو فيديريكو، أحد الشخصيات البارزة في "ألتراس" نادي إنتر ميلان، من أجل تسهيل حصوله على 200 تذكرة لحضور نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2023 الذي جمع بين إنتر ميلان ومانشستر سيتي وتشير التقارير إلى أن المدرب تعهد بالتحدث مع إدارة النادي لتأمين التذاكر لفيديريكو، الذي يعد من العناصر المؤثرة في جماهير الألتراس
هذه القضية لم تقف عند حدود إنزاغي فقط، بل طالت أيضا بعض الشخصيات الرياضية الأخرى في نادي إنتر ميلان حيث أفادت التقارير بأن خافيير زانيتي، نائب رئيس النادي وأحد أساطير كرة القدم الأرجنتينية، مذكور ضمن الوثائق المرتبطة بالتحقيقات بالإضافة إلى المدافع السلوفاكي السابق ميلان شكرينيار الذي لعب لصالح الفريق بين 2017 و2023 ويرجع السبب إلى لقاء جمع فيديريكو بإدارة النادي لمحاولة منع رحيل شكرينيار في فترة الانتقالات لعام 2023، ما أضاف المزيد من الشبهات حول تورط جهات خارجية في التأثير على قرارات الأندية الكبرى
التحقيقات تشير إلى أن العلاقة بين جماهير الألتراس والمافيا ليست جديدة، بل تمتد لسنوات حيث تلجأ الجماعات المشاغبة المعروفة بـ "الألتراس" إلى بناء علاقات قوية مع عصابات المافيا من أجل الحصول على مزايا خاصة مثل التذاكر المجانية أو الوصول إلى بعض الفعاليات الحصرية، وفي بعض الأحيان قد يصل النفوذ إلى التدخل في قرارات إدارية مثل عمليات الانتقال أو التعاقدات هذا النفوذ المتزايد يثير قلق السلطات الإيطالية والجهات الرقابية التي بدأت مؤخراً بتكثيف التحقيقات في هذه الأنشطة لكشف مدى التورط
ومنذ بداية هذه التحقيقات، قامت الشرطة الإيطالية باعتقال 19 شخصاً لهم صلات مباشرة أو غير مباشرة بهذه الأنشطة، ويعتقد أن العدد قد يرتفع مع تقدم التحقيقات التي باتت تأخذ طابعا أوسع يشمل المزيد من الأسماء البارزة في الوسط الرياضي ولم تقتصر القضية على نادٍ واحد فقط، بل يتوقع أن تمتد لتشمل أندية أخرى وجماهير مشاغبة على مستوى مختلف البطولات الرياضية في إيطاليا
تثير هذه القضية أسئلة جدية حول مستقبل كرة القدم الإيطالية وتأثير المافيا على الرياضة بشكل عام فمع ازدياد الأدلة التي تشير إلى أن الجماعات الإجرامية قد تمتلك نفوذاً يمتد إلى داخل الأندية، فإن القضية تتطلب ردا قويا وحاسما من السلطات الرياضية الإيطالية لضمان نزاهة المنافسات الرياضية واستقلال قرارات الأندية عن التأثيرات الخارجية
ورغم أن إنزاغي وزانيتي وشكرينيار لم يتم اتهامهم بشكل مباشر حتى الآن، إلا أن استدعاءهم للتحقيق يلقي الضوء على مدى تورط الشخصيات الرياضية في هذه القضية التي قد تكون واحدة من أكبر الفضائح التي تهز كرة القدم الإيطالية في السنوات الأخيرة ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة المزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه العلاقات وكيفية التأثير على مسار الأندية والبطولات