بعد تصريحات المرشد الايراني.. ماذا تعنى "تغيير العقيدة النووية لإيران" ؟
بعد التصريحات الصادرة عن احد المسؤولين الإيرانيين بشأن إمكانية "تغيير العقيدة النووية" في مدينة طهران، ثارت الكثير من التساؤلات عن معنى هذا التعبير، وتأثيره على الصراع الدائر في الشرق الأوسط منذ أكثر من عام.
صرح مستشار المرشد الإيراني، كمال خرازي اليوم الجمعة، إن مدينة طهران سوف تضطر إلى تغيير عقيدتها النووية إذا قامت بمواجهة تهديد وجودي، وهو الأمر الذي يثير الكثير من المخاوف بخصوص إمكانية استخدام السلاح النووي.
وأكد خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية الي قناة "الميادين" اللبنانية الموالية لدولة إيران قائلا : "لدينا الآن القدرات الفنية اللازمة لإنتاج أسلحة نووية، والفتوى الحالية للزعيم (المرشد الإيراني) هي ما يحظرها".
عقيدة إيران النووية
- كان علي خامنئي المرشد الإيراني قد قام بحظر تطوير الأسلحة النووية، في فتوى اصدرها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
- أكد علي خامنئي علي موقفه بخصوص فتوي حظر تطوير الأسلحة النووية، في عام 2019، قائلا إن "بناء وتخزين القنابل النووية هو أمر خاطئ واستخدامها حرام"، وأضاف: "علي الرغم من امتلاكنا للتكنولوجيا النووية، فإن إيران تجنبتها بشدة".
- في شهر أكتوبر الماضي2024، حذر قائد كبير داخل الحرس الثوري الإيراني من أن طهران قد تقوم بتغير سياستها النووية من الأغراض السلمية إلى العسكرية، إذا تعرضت لضغوطات كبيرة من التهديدات الإسرائيلية.
- في أعقاب التصاعدات الحالة والتوترات مع إسرائيل ، قال "أحمد حقطلب" قائد وحدات الحرس الثوري والمسؤول عن الأمن النووي إن التهديدات الإسرائيلية قد تدفع طهران إلى العمل علي مراجعة عقيدتها النووية والانحراف عن اعتباراتها السابقة .
وفي اليوم الثامن من شهر أكتوبر، أعلن البرلمان الإيراني عن تلقيه مشروع قانون للعمل علي "توسيع الصناعة النووية الإيرانية" من أجل مناقشته.
ولم يتم التعرف بعد علي طبيعة هذا التوسع، ومن غير الواضح إذا كان سوف يشمل برنامج عسكري، ولكن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المسؤولون الإيرانيون تشير إلى أن طهران تريد بعث عدة رسائل استباقية.
ازدادت الدعوات في إيران إلى مراجعة العقيدة النووية داخل البلاد، ففي شهر أكتوبر الماضي، وجه 40 نائب في البرلمان رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، العمل علي المطالبة بإعادة النظر في السياسة النووية الحالية، وتمت الاشارة إلى أن فتوى خامنئي التي تحرم إنتاج القنابل النووية قد تكون عرضة للتغيير بسبب التطورات في الوقت الحالي.
وتمثل العقيدة النووية لإيران مجموعة من المبادئ التي تحكم موقف إيران من القدرة النووية، وأبعادها الاستراتيجية وهي :
هدف البرنامج النووي :
- اما استخدامات سلمية : حيث تؤكد إيران بأن برنامجها النووي سلمي، وتهدف إلى استخدام الطاقة النووية من اجل تلبية احتياجاتها للطاقة الكهربائية.
- او أمن وطني: تعتبر إيران تطويرها للقدرات النووية يمكن أن يكون عنصر من عناصر تعزيز أمنها الوطني بسبب التوترات الإقليمية والدولية.
النوايا الاستراتيجية :
- العقيدة النووية الإيرانية ترغب في التوازن مع الدول الأخرى والتهديدات من الولايات المتحدة وإسرائيل.
- تحاول إيران فرض نفسها كقوة إقليمية ورفع مستوى نفوذها داخل المنطقة.
موقف إيران من التسلح النووي:
- أكدت إيران فيما سبق أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، وتروج لنفسها كمدافع عن حقوق الدول في الوصول إلى الطاقة النووية السلمية.
- وتمسكت إيران بموقف "الفتوى" التي أصدرها المرشد الأعلى، علي خامنئي، و تحظر تصنيع واستخدام الأسلحة النووية.